تحميل كتاب تزكية النفس في الإسلام وفي الفلسفات الأخرى دراسة تحليلية pdf 2007م - 1443هـ تعتبر التزكية من مقاصد القرآن الكريم، ومهمة من مهمات الرسل - صلوات ربي وسلامه عليهم - وهي تعتبر من أضخم معارك الحياة التي تدور في أعماق النفس البشرية. قال الله - تعالى -: ﴿ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ﴾ [النازعات: 18]، فهي ليست عارضًا أو هينًا في ميزان الإسلام؛ لذا جُعل الفلاح في فعلها، والخيبة في إهمالها، وقد جاءت هذه التزكية بعد قسم من عند الله بعددٍ من مخلوقاته، ومن ذلك قول الله - تعالى -: ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 1 - 10]. ويظهر من دعاء المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ما ينبغي للإنسان الذي تربى تربيةً إسلامية من الدعاء لله - سبحانه وتعالى - بتزكية العمل والنفس؛ حتى يكون خالصًا لوجهه الكريم ليس فيه رياء. عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ليلة حين فرَغ من صلاته: ((اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري، وتلمُّ بها شعثي، وتُصلح بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكِّي بها عملي، وتلهمني بها رشدي...))[1]. عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول، كان يقول: ((اللهم إني أعوذُ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرَم، وعذاب القبر، اللهم آتِ نفسي تقواها، وزكِّها أنت خيرُ من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك مِن علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها))[2]. ففي الأحاديث تربية على طلب العون من الله العزيز الكريم في حياة المسلم كلها، وهي تربية للمتعلم حتى يلجأ إلى الخالق المدبر في حياته، ومنها تزكية نفسه. ومن أهمية التزكية أننا "إذا رجعنا إلى تاريخنا، وجدنا النصر مطردًا مع التزكية والتربية، ووجدنا الهزيمة مطَّردةً مع إهمالها أو التقصير فيها"[3]. لذا ظهرت أهميتُها من عدة أوجه، وهي كما يلي: 1- إن الله - عز وجل - وهو الحق وقوله الحقُّ، أقسَم في كتابه أحد عشر قَسمًا على فلاح مَن زكَّى نفسه، وعلى خسران مَن أهمل تزكيتها، كما جاء في سورة الشمس. 2- إن النفس من أشد أعداء الإنسان الداخليين؛ لأنها تدعو إلى الطغيان، وإيثار الحياة الدنيا؛ ولذا فإن سائر أمراض القلب إنما تنشأ من جانبها، ولكثرة وقوع الإنسان في الآثام والمعاصي؛ لذلك كانت دعوته -صلى الله عليه وسلم- إلى تزكية نفسه والوقاية من شرها. عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((اللهم إني أعوذُ بك من قلب لا يخشع، ودعاء لا يُسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، أعوذ بك من هؤلاء الأربع)) كتاب تزكية النفس في الإسلام وفي الفلسفات الأخرى تأليف علي بن عبده أبوحميدي، يوضح لنا مفهوم تزكية النفس في الإسلام، ويقارن بين ذلك وبين الفلسفات الأخرى، ويتكون الكتاب من الفصول التالية: الفصل التمهيدي وفيه يقدم لنا المؤلف مدخلًا عامًا للدراسة، والفصل الأول، وفيه يقدم لنا مفهوم تزكية النفس، والفصل الثاني يسلط الضوء على تزكية النفس في الإسلام، ويخصص الفصل الثالث للحديث عن الفلسفة الواقعية والمثالية والبوذية وتزكية النفس، وأما الصل الرابع، فيتناول فيه موقف هذه الفلسفات من تزكية النفس، وينتقل بعد ذلك للفصل الخامس للحديث عن دور المؤسسات التربوية في تزكية النفس، ويختتم المؤلف علي بن عبده أبوحميدي هذا الكتاب الماتع بالحديث عن النتائج والتوصيات والاقتراحات. .
عرض المزيد