تحميل كتاب مجتمع الحقيقة pdf 2019م - 1443هـ التعريف بالمؤلف: بيونج تشول هان (1959) فيلسوف ألماني مولود في كوريا الجنوبية وتخرج من جامعتها عام 1982، منظر ثقافي ذائع الصيت وأستاذ في جامعة برلين للآداب. تُظهر أعماله تأثرا كبيرا بمدرسة فرانكفورت. المقدمة: يسود العالم النيوليبرالي حاليا أيديولوجية تدور حول مفهوم “الشفافية” يعمل على تحويل كل شيء الى معلومات. وتعتبر الشفافية الضمانة الوحيدة لزيادة معدلات النمو والإنتاج. وفي هذا الإطار تصبح مفاهيم الانعزالية والسرية والخصوصية عقبات أمام هذا النمو يجب تفكيكها باسم الشفافية. وتنادي عدد من المنظمات الدولية بضرورة تبني سياسات تدعم الشفافية، باعتبارها الطريق النهائي للتقدم البشري والتنمية المستدامة، إلا أنه في غمرة افتتان عدد كبير بقيمة الشفافية، تصبح سلبيات هذا النظام الجديد مسكوت عنه. تجعل الشفافية الإنسان كما الزجاج، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بفضل التعرية الذاتية الطوعية وكشف الذات، وهنا تحديدا يكمن عنفها، حيث يفضي كلٌ من الحرية غير المقيدة والانفتاح التواصلي الى السيطرة الكاملة والمراقبة من خلال مجتمع التحكم الرقمي. وتعد الشفافية والثقة وجهان متقابلان ولا يسيران معًا كما يدعي منظرو الشفافية، فالواقع إن الثقة تتحول لسيطرة وتحكم، ولذلك فالشفافية هنا تنتج مجتمع سيطرة وليس مجتمع ثقة. وتتعدد الجوانب التي تؤثر فيها الشفافية، فتسارع المعلومات ووفرتها ستحول السياسة لثرثرة قصيرة المدى عاجزة عن بناء مشروع طويل الأجل وإجهاض فكرة التخطيط الاستراتيجي. ومع سيادة العالم الرقمي يصبح فكرة التنوع وحفاظ الإنسان على رأي مختلف خارج هذا النظام أمر مستحيل، حيث يعمل التواصل الشفاف على التهيئة والتسوية ليخلق في النهاية مطابقة قهرية بين الذوات، وبهذه الطريقة فقط تستقر الشفافية ويستقر النظام الذي تسعى لتأسيسه. وهنا تأتي الفكرة الجوهرية لهذا الكتاب الذي يتناول بالبحث والتحقيق المساوئ التي نتجت عن مجتمع الشفافية، وما هي المآلات التي تنتظر المشروع الحداثي الغربي. مجتمع الإيجابية: يستخدم المؤلف هنا مصطلح الإيجابية كما جاء في تراث مدرسة فرانكفورت، فالمجتمع الإيجابي هو أفضل المجتمعات وهي تلك المجتمعات التي تحقق الكمال والانتهاء. أما في المقابل فالمجتمع السلبي هو ذلك المجتمع الذي يوجد به مسافة بين الوعي والواقع، مجتمع لا يلغي التعددية والنقد. ويؤكد المؤلف أن كلمة الشفافية أصبحت تهيمن على الخطاب العام المعاصر فتحولت إلى مطلب كلي وقيمة مطلقة، وأصبح مجتمع الشفافية مرادفًا لمجتمع الإيجابية. وتثبت الأشياء شفافيتها عندما يتم صقلها وتسويتها، وعندما لا تقاوم الاندماج داخل تيارات رأس المال وعمليات التواصل وتبادل المعلومات، وعندما تتخلى عن تفردها وتتحرر من أي عمق تأويلي. وفي مجتمع الشفافية –المجتمع الإيجابي- تتحدد قيمة الموضوعات من خلال ثمنها، فالمال هو الإرادة والغاية والمتحكم الذي يحدد ويقرر، ولذلك فمجتمع المال والنمو والإنتاجية هو مجتمع الشفافية. ويؤكد المؤلف أنه من السذاجة اختزال الشفافية في الأمور المرتبطة بالفساد وحرية تداول المعلومات، لأن هذا الاختزال سيغيب حقيقة التغيير العميق في العمليات الاجتماعية الناتج عن اجتياح مجتمع الشفافية، وسحق لقيم السرية والخصوصية. من الأمور المثيرة للانتباه، هو الطريقة التي تتعامل بها الشفافية مع فكرة التنوع والاختلاف والتمايز، إذ ترى فيهم تعطيل للسرعة المطلوبة في التواصل بين الأفراد، وبالتالي عجز المجتمع عن تحقيق أرقام مرتفعة من الربح ناتج عن ارتفاع الإنتاج لمستوياته القصوى بسبب تطابق الشخصيات نتيجة سهولة التواصل بينهم وتشابه أحلامهم ورؤاهم مع أحلام مجتمع الشفافية الإيجابي. وتتأثر اللغة هي الأخرى في قدرتها على التفرد والتميز لأنها تتخلي عن قدرتها على التعبير عن المعاني والمشاعر، لتصبح لغة آلية خالصة بحتة تعبر عن معلومات متراصة لا روح فيها ولا تفرّد، وتسهم هذه العملية في تفكيك الإنسان وتسهيل تدجينه وتحويله لترس في منظومة مجتمع الشفافية، وهنا تكمن درجات عنف منظومة الشفافية على ماهية الإنسان وهويته. والمجتمع الإيجابي لا يتسامح مع المشاعر السلبية مثل الألم والمعاناة لأنها تعطل النمو والإنتاج، بل حتى الحب يتم تسويته بغية تنظيم مشاعر المتعة دون تعقيد أو عواقب، بحيث تتم موضعته بوصفه شكلا من أشكال الراحة أو الاستهلاك خالية من أي أعباء أو مسئوليات تؤثر على تركيز الأفراد على تعظيم الأرباح. وليس من الغريب بناء على ما تقدم، أن يكون هناك ايديولوجيا “ما بعد الخصوصية”، التي تعارض المجال الخاص وتنادي باسم الشفافية ومجتمع الإيجابية بضرورة إلغاء الذاتية والتنوع، وخطورة هذا التوجه أنه يهدد الوجود البشري، لأن طبيعته ليست شفافة حتى لنفسه، فنظريات علم النفس تؤكد أن النفس البشرية تظل في صراعات داخلية لعدم وجود شفافية كاملة بين مكوناتها، فكيف يمكن افتراض تطبيق هذا الأمر على المجتمعات، بل إن عدم وجود السرية بين الأفراد هو الضمانة الحقيقية لاستمرار العلاقات، لأن الشفافية الكاملة ستؤدي لامحالة لانعدام الثقة بين الأفراد. أما في المجال السياسي فإن السياسة تعد فعلا استراتيجيا، ولهذا السبب لابد من أن تحيا في عالم من السرية، والشفافية الكاملة تعطلها. والحقيقة أن توافر المعلومات لا يؤدي بالضرورة لاتخاذ قرارات أفضل، بل أن الكم الهائل من المعطيات قد يعطل ويربك أكثر من كونه مساعدا في اتخاذ القرار. فلا تطابق بين الشفافية والحقيقة، بل في كثير من الأحيان تؤدي سيولة المعلومات إلى تشويش الحقيقة. ويذكر المؤلف هنا أن الروح البشرية تحتاج الى مكان يقيها من الأنظار المتلصصة بما يتطلب نوعا من الانغلاق، فمن الممكن أن يؤدي الضوء الشديد الى الاحتراق ويسبب نوعا من الإرهاق الروحي. ولذلك فإن مجتمع الشفافية سيكون بالضرورة مليئ بالإضطرابات النفسية نتيجة انتشار أمراض القلق والتوتر والاكتئاب. ينتقل المؤلف بعد هذا القسم الى مجموعة من العناوين الجانبية التي يستطرد فيها التعريف بمقومات مجتمع الشفافية ونقدها أولا بأول. فننتقل بين العناوين التالية: مجتمع العرض- مجتمع شاهد كي تصدق- مجتمع البورنوجرافيا- مجتمع التسارع- مجتمع الحميمية- مجتمع المعلوماتية- مجتمع اللا-تحجب- مجتمع التحكم. ونلاحظ تداخل الأفكار بين هذه التقسيمات بل وأحيانا يحدث بعض التكرار في الطرح. وتجدر الإشارة الى أنه على الرغم من الحضور الكبير لمفهوم الشفافية على المستوى المجتمعي، وعلى الرغم من صغر حجم الكتاب، إلا أن المؤلف لا يعالج الموضوع علاجا سطحيا سريعا، بل إن المؤلف قد نحى بالموضوع منحى فلسفيا بدا في بعض الأحيان ملغزا. مجتمع العرض: في مجتمع العرض، يصبح كل موضوع موضوعا لإعلانه الخاص، فيتم قياس كل شيء من خلال قيمته في العرض، فكل شيء في مجتمع العرض يتم تحويله الى الخارج وكشفه وتعريته ووضعه في العرض وبالتالي تحويله الى سلعة. فالاقتصاد الرأسمالي يُخضع كل شىء للعرض القهري، الذي يحدد وحده قيمة المعروض، وذلك لأن سرية الأشياء تفقدها قيمتها تدريجيًا لحساب لحظة عرضها على المسرح، وليس مجرد عرضها بل الإفراط في هذا العرض. ويعد الاحتفاظ بالشئ وعدم عرضه، دلالة على عدم وجوده من الأساس، فقيمة الأشياء وماهية وجودها تأتي من عرضها على الآخرين. وتعتمد قيمة العرض على المظهر الجميل، فيترتب على هذا أن يُنتج العرض القهري قهرا آخر لتحقيق الجمال الخارجي، فعملية التجميل تسعى لتحقيق هدف تعظيم قيمة العرض. وتعمل حتمية العرض على تدمير فكرة المأوى ومعنى السكن، فعندما يصبح العالم غرفة للعرض يصبح المأوى مستحيلا وتختفي السكينة والسلام. مجتمع شاهد كي تصدق: رغم أن المتعة إحدى غايات الاقتصاد الرأسمالي الكبرى، إلا أنها في الحقيقة نقيض للشفافية، لأن الأولى تتطلب غموضًا ومراوغة تزيد من الإحساس بالنشوة والسعادة، في حين أن الشفافية تتطلب وضوحًا كاملًا وسيطرة شاملة على المعلومات والعمليات، وكلها عوامل تقلل من المتعة وتقتل ملكة التخيل، والأخير إحدى مقومات الشعور بالسعادة التي ستختلف لدى كل شخص وفقًا لمقوماته الذهنية والفكرية والتربوية، أي مزيد من الإختلاف والتنوع، وهذا بالتحديد سر محاربة الشفافية لها. مجتمع البورنوغرافيا: في التقاليد المسيحية يعد التعري نتيجة للخطيئة التي ارتكبها آدم وحواء، بعدما كانا في ثوب النعمة والنور، بينما نجد أن منظور الشفافية يعارض هذه الفكرة لصالح التعري الذي سيزيد من المبيعات ويرفع من نسبة الاستهلاك، وبالتالي يظهر التناقض في ذروته بين الرؤية المسيحية التي تقدّر قيم الحجب والغطاء وتجعله شرطا من شروط الجمال، مقابل مجتمع البورنوغرافيا والعرض الذي تحميه منظومة الشفافية التي تدمر السمو والجمال. وتزيد الرأسمالية من بورنوجرافيا المجتمع عبر عرض كل شيء كسلعة، وتضمينها داخل الفضاء المرئي المفرط، إنها تسعى الى تعظيم قيمة العرض. مجتمع التسارع: يرى سارتر أن الجسد يكون فاحشا عندما يتم اختزاله في مادته اللحمية، حيث يفقد المرجع والبوصلة التي تمنحه المعني. وتنطبق نظرية سارتر على الجسد الاجتماعي في عملياته وحركاته، حيث يستشري فيه الفحش عندما يفقد المعني والوجهة، وتظهر عليه علامات فرط النشاط وفرط الإنتاج وفرط التواصل. الزيادة في التسارع هي من سمات الشفافية، وما تروج لنفسها من خلاله، حيث تدًعي أن المزيد من الشفافية يعني المزيد من التسارع في عملية الإنتاج، دون توضيح الهدف من هذا التسارع. إذ لا يمكن اختصار أزمة عصرنا في مجرد كونه عصرا متسارعا، بل تكمن الأزمة في أنه عصر يقوم بتشتيت الزمن وتفكيكه، حيث يتحول الوقت الى ضجيج بلا وجهة محددة، وقت مبعثر في حشد من الذرات المتوالية. إن الشعائر والطقوس عمليات تفلت من التسارع، لأن السعي الى تسريع العمل المقدس نوع من الاحتقار له، فالشعائر والطقوس يمتلكان زمانهما الخاص وإيقاع وذوق خاص بهما. ولذلك تعمل الشفافية على إلغاء الشعائر والطقوس كافة. كما أن الخبرة والتفكير عمليات تحتاج إلى زمن ووقت لحدوثها، ولذا فهي تعطل تداول المعلومات بالسرعة المطلوبة، وتجبر الشفافية على التمهل لقراءة الأحداث قراءة شمولية وهو ما يعطل تدفق المعلومات، والنتيجة أن هذا الأخير يعاني من عدم الوصول الى نتائج، من هول ما يحيط به من مستجدات. كما تقضي الشفافية القهرية على رائحة الوقت والأشياء، وتفقدنا حاسة الجمال، نظرًا لعدم وجود أي لحظة لالتقاط الأنفاس والاستمتاع بالجمال الذي يتسرب في ثنايا الروح ببطء وليس بتسارع شفافية المعطيات اللحظية. مجتمع الحميمية: كان العالم في القرن الثامن عشر عالما ممسرحا، فكان المجال العام يشبه خشبة المسرح تعيق المسافة المسرحية الاتصال المباشر بين الأرواح وبين الأجسام، أما في الحداثة فيتم التخلي عن المسافات المسرحية بشكل متزايد لصالح العلاقة الحميمة، فعالم اليوم لا يوجد به مسرح حيث يتم تشخيص الأعمال والمشاعر وتفسيرها، بل هو سوق لعرض العلاقات الحميمية وبيعها واستهلاكها. فالحميمية هي الصيغة النفسية للشفافية، فالناس يعتقدون أن المرء يحقق شفافية الروح عندما يكشف عن مشاعره الحميمة وعواطفه عبر تعرية روحه. تعمل وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث المخصصة داخل شبكة الانترنت على إنشاء مساحات من القرب المطلق، فيتحول الانترنت الى مجال حميم أو منطقة مريحة فيتحقق القرب الذي يتم من خلاله محو كل المسافات، وهذا شكل آخر من أشكال الشفافية. وتؤثر سيطرة الحميمية على النظام برمته، حتى السياسة لا تستطيع الهروب من قبضتها، فلم يعد السياسيون يقاسون بأفعالهم بل يتم تسليط الاهتمام العام على أشخاصهم، فتصبح الشخصية محورا للمجال العام من خلال التفاصيل الحميمية والمسائل الخاصة بها لتحل محل المجال العام نفسه. مجتمع المعلوماتية: مجتمع الشفافية هو مجتمع المعلومات، تفتقر المعلومات فيه الى أي قدر من النقد. فهي لغة عملية للممارسة. ولذلك يعاني مجتمع الشفافية من الفراغ، ولتجنب هذا الفراغ يتم صب المزيد من كتل المعلومات داخل عملية التداول، ولكن لا ينتج عن هذا الأمر استبصار، حيث لا تسفر المعلومات عن حقيقة ما. إن فرط المعلومات لا تجلب الضوء داخل الظلمة الحالكة. ويفتقر عالم الشفافية الى ضوء إلهي، فالشفافية ليست مضيئة ولا تعرف معنى العلو. فمجتمع الشفافية شفاف بلا ضوء يفيض من مصدر متعال، وتتمثل طريقتها في خلق التجانس والتسوية تعارضا مع الضوء الميتافيزيقي الذي يولد التسلسلات التراتبية والتمايزات، ومن ثم يخلق النظام ويحدد نقاط الاتجاه. مجتمع اللا-تحجب: يرتكز مجتمع الشفافية على مركزية عدم حجب أي شىء يحدث داخله، وقد وُجدت بذور هذه الفكرة في كتابات جان جاك روسو الذي دعا في القرن الثامن عشر الى “فتح القلب”، الذي “عن طريقه تتم مشاركة المشاعر والأفكار كافة”، ويفصح نداء روسو من أجل سيادة الشفافية عن نقلة نوعية. مع روسو يمكن للمرء أن يلاحظ كيف أن أخلاقيات الشفافية تتحول بالضرورة الى نوع من الاستبداد، فكان روسو يحلم بمجتمع شمولي، مجتمع السيطرة الكاملة والمراقبة، مجتمع قادر على السيطرة على كل شىء فيه، وهنا جاءت مناداته بتشييد مدن صغيرة يمكن السيطرة على الأفراد داخلها، وقد عبر عن فكرته تلك بقوله أن الفعل الأخلاقي الأهم لنجاح المنظومة ككل يحدث عندما يرفض كل شخص قول وعمل اي شىء يخشى أن يعرفه الجميع. وقد أيد روسو ما قام به الرومان من تطبيق هذا المبدأ الأخلاقي في تصميم منازلهم، من خلال صنع منزل شفاف يمكن رؤية ما يحدث داخله، فالمنزل المثالي عند روسو يجب أن يكون مستباحا. واليوم منازلنا بالكامل مستباحة بكبلات مادية وغير مادية تخترق كل شيء لتجعله مرئيا، والشفافية الرقمية التي تفتقر الى القلب (التقاليد، التوسط اللاهوتي) هي بورنوغرافيا تستهدف تحقيق أقصى ربح ممكن، من خلال جذب الأنظار. فالشفافية المطلقة تعِد بالأرباح القصوى. مجتمع التحكم: يمتلك مجتمع التحكم اليوم بنية متميزة للمراقبة الشاملة، فقد وقع العالم بأسره اليوم في قبضة نظام المراقبة، وقد غدا هذا النظام شاملا، حيث لم يعد ثمة جدار يحيط به من الخارج، إذ لم يعد هناك “خارج”، إن محرك البحث جوجل وشبكات التواصل الاجتماعي التي تقدم نفسها بوصفها مساحات مفتوحة للحرية يوفرون أشكالا من هذا النظام. في عالمنا اليوم لم تعد المراقبة هجوما على الحرية، فبدلا من ذلك يستسلم الناس طواعية لنظرة المراقبة، يتعاونون عن قصد داخل هذا النظام الرقمي للمراقبة عبر تعرية أنفسهم وعرضها، فالمتهم والضحية هما شخص واحد، المرء هنا متحرر إراديا ولكنه يعمل على توليد القيد الذاتي. فيقوم الجميع بتقديم الكل الى مجال الرؤية والتحكم، ومثل هذه المراقبة الشاملة تهوي بـ”مجتمع الشفافية” ليغدو مجتمعا لا إنسانيا يسيطر عليه الجميع، فالجميع يسيطر على الجميع. .
عرض المزيد