تحميل كتاب المجيد في إعراب القرآن المجيد pdf [المقدمة] الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على شرف خلقه النبي العربي الأمين. وبعد؛ فإنّ صلتي بكتاب (المجيد في إعراب القرآن المجيد) للسفاقُسي تعود إلى أيام دراستي في كلية الآداب بجامعة القاهرة إذ سجلت تحقيق هذا الكتاب ودراسته موضوعا لرسالة الدكتوراة بإشراف الأستاذ الدكتور حسين نصار وقطعت شوطا في تحقيقه بعد أن تهيّب كثيرون من غمار الخوض فيه لطوله وكثرة شواهده وتفرّق نسخه المخطوطة. ثمّ شاءت الصدف أن أترك جامعة القاهرة، وأنتقل إلى جامعة بغداد، فتمّ تسجيل موضوع آخر. وقد ارتأيت، لأهمية هذا الكتاب النفيس الذي ما زلت أعكف على تحقيقه منذ أكثر من عشر سنوات، أن ألقي الضوء عليه معرّفا به ومحقّقا لإعراب البسملة والفاتحة منه، وسيرى القارئ مدى اهتمام علمائنا، رحمهم الله، بوجوه إعراب القرآن الكريم، إذ لولا القرآن لما كانت عربية، وستبقى اللغة العربية خالدة ما دام هناك قرآن يتلى. والله أسأل أن يرزقني الإخلاص في القول والعمل، ويجنّبني الزيغ والزلل، فهو الهادي إلى سواء السبيل. في الكتاب نقول كثيرة، وهي تؤلف المادة الأصلية للكتاب وأكثر هذه النقول أخذها من كتاب شيخه أبي حيان وهو البحر المحيط كما أشار إلى ذلك في مقدمته. فمصادره الأصلية كانت تتمثل في الكتب الآتية: - البحر المحيط: لأبي حيان. - التبيان في إعراب القرآن: للعكبري. - المحرر الوجيز: لابن عطية. - الكشاف: للزمخشري. وثمة نقول كثيرة عن علماء سمّى كتب قسم منهم تارة واكتفى بذكر أسمائهم تارة أخرى وقد أثبتنا أسماء كتب قسم منهم في الحواشي. ومن هؤلاء العلماء: الفراء وأبو عبيدة والأخفش وأبو عبيد والطبري والزجاج وابن الأنباري وأبو جعفر النحاس وابن جني والجوهري والحوفي ومكي بن أبي طالب القيسي والمهدوي وابن سيده والطوسي والأعلم الشنتمري والسجاوندي والسهيلي والفخر الرازي وابن الحاجب وابن عصفور وابن مالك وغيرهم ... [منهجه:] بيّن السفاقسي في مقدمته لكتابه منهجه بعد أن أشاد بشيخه أبي حيان الأندلسي لأنه سلك في إعراب القرآن في كتابه (البحر المحيط) طريقة لم يسلكها أحد من معربي القرآن على كثرتهم، إذ سلك فيه سبيل التحقيق، وزيّف أقوال كثير من المعربين، وبيّن حيدها عن أصول المحققين، ولكنّ أبا حيان سلك في كتابه سبيل المفسرين في الجمع بين التفسير والإعراب، فتفرّق فيه هذا المقصود، وصعب جمعه إلّا بعد بذل المجهود. ثم بيّن منهجه بعد ذلك قائلا: فاستخرت الله تعالى في جمعه وتقريبه وتلخيصه وتهذيبه ... فجاء والحمد لله في أقرب زمان على نحو ما أمّلت، وتيسّر عليّ سبيل ما رمت وقصدت. وبيّن عمله في كتابه فقال: ولا أقول: إنّي اخترعت، بل جمعت ولخّصت، ولا أنني أغربت، بل بيّنت وأعربت. ثمّ قال: ولما كان كتاب أبي البقاء المسمى ب (البيان في إعراب القرآن) كتابا قد عكف الناس عليه، ومالت نفوسهم إليه، جمعت ما بقي فيه من إعرابه مما لم يضمّنه الشيخ في كتابه، وضممت إليه من غيره ما ستقف عليه إن شاء الله تعالى ... ثمّ قال: وجعلت علامة ما زدت على الشيخ (م)، وما يتفق لي إن أمكن فعلامته: (قلت)، وما فيه من: أعترض وأجيب وأورد ونحو ذلك مما لم أسمّ قائله فهو للشيخ. كتابٌ يتناول إعراب كتاب الله سبحانه وتعالى، وقد قام فيه السفاقسي رحمه الله بتقريبه وتلخيصه وتهذيبه، وزادَ عليه ما بقِيَ من إعراب ما لم يتضمَّنه كتاب «البيان في إعراب القرآن» للعكبري. .
عرض المزيد