تحميل كتاب مجموعة نور على نور pdf من أنا؟.. من أين أتيت؟.. أين أنا؟.. إلى أين المسير؟ وحين لا تعلم شيئا.. لا يمكن أن تفعل شيئا! فاعلم – يا خليفة الله في الأرض: – أنه لا إله إلا الله. – وأن الله سبحانه هو المتصرف الفاعل. – وأن كل ما خلا الله سبحانه مفعول به، لا ولن يملك من أمره شيئا! {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين *54*} (الأعراف). واعلم أن فعل نار العاطفة العمياء إذا وقع على هشيم الجهل، فاستوقدت وهاج لهيبها؛ فلن تهمد نار النيران الموقدة، حتى تأتي على الأخضر واليابس، فإذا الأمة الإسلامية رماد تذروه – في يوم عاصف – رياح الشياطين! واعلم أن الإنسان – بلا ريب – هو خليفة الله في الأرض، ما دام الجسد هو تلك المطية الذلول التي تركب النفس الإنسانية مطاها؛ فتجتاز بها دار الامتحان إلى دار السلام عند ربها، أي: إلى الفوز برضوان الله البر الرحيم، والنجاة من عذاب الحريق إلى عيشة راضية في جنة عالية .. وأما إذا كانت نفس الإنسان هي الخضعاء، وعلا عليها الجسد؛ فضل بها هائما -على غير هدى- في براري وقفار الرغائب والشهوات الرخيصة الدنيئة، فهلكت دونها! فحينئذ، صار الإنسان أحط الخلق جميعا رتبة – بل أحقرها شأنا على الإطلاق – وإنما ذلك هو الضلال البعيد! وإنني لأرجو من الله السميع العليم سبحانه التوفيق والهداية إلى الغاية المرجوة من هذا الجهد المتواضع – أي: (مجموعة نور على نور) – ألا وهي: جلاء الفهم، وعمق البصيرة، أي: سلامة القلب، وعلم اليقين .. ذلك بأن المعيار الأساسي، إنما هو: الفرق بين ما يفهم المرء، وكيف يفهم! والفرق عظيم، كما الفرق بين الأرض والسماء: {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب *18*} (الزمر). .
عرض المزيد