تحميل كتاب عش هانئاً pdf عندما تواجه رحلة الحياة الرائعة الشاقة.. شواهق الجبال، وتمتص الدواهي والمصاعب أعمار الصادقين.. في غمرات البلاء، وتتكسر نصال السيوف فوق هامات الرجال، وتصبح الدنيا خادماً.. والعلم سيداً.. وتفنى الأوقات والأموال، بل الأرواح.. في سبيل الاستقامة والصلاح، وتكاد تختنق جذوة الحياة.. ويصبح حامل الحق بلا صاحب.. ورغم كل ذلك يبقى درب السائرين موصولاً.. التعب فيه لذة.. والعناء سرور وفرح.. وحمل الحق إيمان عنيد.. وصدق بلا رياء.. هناك قل.. هناءة العيش.. أو السعادة الحق.. ومسكين من لم يرتشف يوماً نشوة العلو والتحليق.. فيتذوق وبعدها يختار.. فمن لم يتذوق كيف يعرف.. وربما أسره الطين فظنه.. لذة.. فمن حلق لا يهبط الى الطين.. فمنه فر وعليه شمخ.. فإن قرأت فافتح بصيرتك للبكار.. واغترف خيراً بلا رشاء.. فإن فقهت فلا تحبسن معارجك في صدرك.. بل ته واعل بها.. وانشر للخير راية.. يزداد بك الطريق أمناً.. واسق من راحتيك أمة عطشى.. وبلاداً مباركة.. وأهلاً.. وإخوان صدق.. فبهم تجتمع السكينة.. ومعهم في ظلال إيمان مرفرف.. تكون السعادة الحق.. وهناءة العيش.. ولا يغرنك القتام...
وختاماً نجد أن هذا الكتاب في أصله ما يقع في ثلاثة أقسام: القسم الأول: يتعلق بمعنى السعادة والهناء، القسم الثاني: يتكلم عن منغصات السعادة، القسم الثالث: يدور حول مقومات وشروط الحياة الهانئة.
ألحقنا فصلاً متميزاً أعده المركز وهو القسم الرابع: أسميناه قبل الوداع. وأضفنا في نهاية كل إضاءة سؤالاً حول أثر هذه الإضاءة في تحقيق السعاجة في ربوع حياتك ننصحك بالإجابة الصادقة عليها.