تحميل كتاب مؤتمر النجف الحجج القطعية لاتفاق الفرق الإسلامية pdf إن جمهور المسلمين الأعظم ـ من صدر الإسلام إلى الآن ـ يتألف من أهل السنة والجماعة، وهم الذين يتلقون في دينهم وأحكامه عن كتاب الله كما فهمه الصحابة والتابعون، ومن صحيح السنة النبوية التي محصها الأئمة والحفاظ الأمناء ودونوها في دواوين معتنى بها أهمها صحيحا البخاري ومسلم، وموطأ مالك، وسنن الترمذي والنسائي وأبي داود، ثم سنن ابن ماجه ومسند الإمام أحمد وما هو بمنزلتها. وأن الأحاديث الواردة في هذه الكتب تتفاوت، إلا أنها أصح ما نقلت أمة من تراث ماضيها وأن أئمة هذا الشأن وضعوا قواعد وشروطا لرواية الحديث وتعيين درجاته وألفوا فيها كتابا صارت لأهميتها وسعتها علما جليلا هو علم السنة، والأمة العاملة بالأحكام المستنبطة من كتاب الله وحديث رسوله وما يقاس عليها وما أجمع عليها أئمتها مما لا يخالف شيئا من نصوصها هم أهل السنة، ولأنهم جمهور المسلمين وجماعتهم قيل لهم أهل السنة والجماعة. وكان كاتب هذه السطور من دعاة هذا التعارف وهذا التعاون منذ أربعين سنة إلى الآن، ثم نجم أخيرا داع من الشيعة حضر إلى مصر من إيران ليدعو إلى ما سماه التقريب بين المذاهب الإسلامية، ومراده من ذلك أن يحدث شيئا جديدا مؤلفا مما عند أهل السنة والشيعة فقط. أما الأباضية فلم يدعهم إلى هذا التقريب مع أن في مصر بعض علمائهم. ونحن أيقنا من اليوم الأول أن هذا التقريب بين مذهبي السنة والشيعة غير ممكن ولا معقول ثم هو يؤدي إلى فساد، لأن لكل من المذهبين أساسا يقوم عليه ويختلف اختلافا جوهريا عن الأساس الذي يقوم عليه المذهب الآخر، والطريقة التي يمكن بها التقريب هي أن يتنازل أتباع أحد المذهبين عن مذهبه ويلتحق بأهل المذهب الآخر. ولم نأنس من داعية هذا التقريب أنه وجماعته مستعدون لهذا التنازل، فلم يبق إلا أن يطمع في تنازل أهل السنة عن مذهبهم، أو تكوين مذهب ثالث جديد مؤلفا من بعض ما عند هؤلاء وبعض ما عند هؤلاء، ولا ينتظر بعد ذلك أن يرضى به أهل السنة ولا الشيعة فيكون فسادا جديدا في الإسلام. .
عرض المزيدفي حالة وجود أي مشكلة تخص الكتاب برجاء إبلاغنا
من خلال او من خلال