كتاب المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة الجزء الثالث
الكاتب عبد الرحمن بن محمد بن اسحاق بن منده الاصبهاني ابو القاسم
تحميل كتاب المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة الجزء الثالث pdf قالَ الله تَعَالىَ: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100] عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَينٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قالَ: قالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (خَيْرُ أُمّتِي قَرْنيِ، ثُمَّ الذينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ الذينَ يَلُوَنَهُم) حديثٌ مُتَواتِرٌ، رَوَاهُ البُخَارِيُ ومُسْلِم وغيرُهما قالَ الإمَامُ النَّووي رَحِمَهُ الله تَعَالىَ فيِ شرحِ هَذا الحَدِيثِ مَا مُلَخَّصُهُ: (السابقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ والأنْصَارِ، ومَنْ سَلَكَ مَسْلَكَهُمْ هَؤُلاَءِ أَفْضَلُ الُأَمَّةِ، وَهُم المُرَادُونَ بالحَديثِ، وأَما مَنْ لْم يَكُنْ لَهُ سَابِقَةٌ ولاَ أَثَرٌ في الدِّينِ فَقَدْ يَكُونُ في القُرُونِ الَّتِي تَأْتِي بَعْدَ القَرْنِ الأوَّلِ مَنْ يَفْضُلُهُمْ). وقالَ ابنُ الَأثير في النِهَايةِ 4/ 51 مفُسِّرًا للقَرْنِ: (يَعْنِي الصَّحابةَ، ثُمَّ التَّابعِينَ، والقَرْنُ: أَهْلُ كُلِّ زَمَانِ، وَهُو مقْدارُ التَّوَسُّط في أَعْمَارِ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ، مأْخُوذٌ مِنَ الاقْتِرانِ، وكأنهُ الِمَقْدَارُ الذَي يَقْتِرنُ فيه أَهْلُ ذَلِكَ الزمَانِ في أَعْمَارِهِم وأَحْوَالِهِم). فمن واجبنا أن نعنى بتراث سلفنا الصالح، من أولئك الجهابذة الأفذاذ، الذين ملأوا الدنيا هدى ونورا، وذكرا سَنِيَّا، وسيرة تنفح منها الأمجاد، وذلك بإحياء ما تركوه لنا من تراث عظيم، والإقبال على دراسته، وتقديمه لأجيالنا الصاعدة غذاء علميا وثقافيا صالحا، نعزز ثقتهم بماضي أمتهم التليد، الذي هو مصدر العزة والكرامة، ليتم بعد ذلك التواصل الفكري والروحي بين السابقين واللاحقين، واستئناف دورنا الحضاري الوضيء، على أصول عريقة طيّبة، من ديننا وعقيدتنا وخصائص أمتنا، التي كانت لفترة طويلة من الدهر سيدة العالم. وبين أيدينا هذا الكتاب الجليل الموسوم بـ (المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرِّجَالِ للمعرفة) من تراث الإِمام العلامة الحافظ أبي القاسم عبد الرحمن بن محمَّد بن منده المتوفى سنة (470)، جمع فيه فوائد منوعة تتعلق بالسيرة النبوية -على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم- وما يتعلق بأخبارهاوأحداثها، وبعد ذلك عرّج على أسماء الصحابة الكرام الذي عرفوا بالرواية، والوفادة، والإدراك، والمشاركة في نصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم خلفوه فأحسنوا الخلافة في أمته، وبعد أن انتهى من سردهم مرتبين على حروف المعجم تطرق إلى أهم أحداث التاريخ الإِسلامي بدءا من السنة الحادية عشر، وهي السنة التي توفي فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتحق إلى الرفيق الأعلى، ثم قام بسرد من توفي في كل سنة من أعيان المحدثين والأعلام، ومن ولد منهم. وقد أحسن الأستاذ الدكتور عامر حسن صبري التميمي في اختيار هذا الكتاب الجليل الذي لم تبق منه إلا نسخة واحدة محفوظة في المكتبة السليمانية باستنبول، فطلب تصويرها، ثم قام بنسخ الكتاب، وضبط نصوصه، والتعليق عليه بالتخريج والتوضيح والاستدراك، بما يقربه إلى العلماء وطلبة العلم، وزين عمله المبارك بمقدمة حافلة عن المؤلف وكتابه، ثم ختم عمله بفهارس منوعة تكشف عن مضامين الكتاب وموضوعاته، فشكر الله صنيعه، وبارك في علمه وجهده، راجيا الله تعالى أن يحقق النفع بهذا الكتاب الجليل، وأن يوفق محققه إلى إخراج مزيد من كتب تراث أمتنا التي هي كنز مكنون من كنوز حضارتنا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. .
عرض المزيد