تحميل كتاب مجلة الأزهر المجلد الثلاثون العدد التاسع pdf 1958م - 1443هـ الجامع الأزهر هو أهم مساجد مصر على الإطلاق، وأحد المعاقل التاريخية لنشر وتعليم الإسلام كذلك هو واحد من أشهر المساجد الأثرية في مصر والعالم الإسلامي. يعود تاريخ بنائه إلى بداية عهد الدولة الفاطمية في مصر، بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة 969م، وشرع في تأسيس القاهرة قام بإنشاء القصر الكبير وأعده لنزول الخليفة المعز لدين الله، وفي أثناء ذلك بدأ في إنشاء الجامع الأزهر ليصلي فيه الخليفة، وليكون مسجداً جامعاً للمدينة حديثة النشأة أسوة بجامع عمرو في الفسطاط وجامع ابن طولون في القطائع، كذلك أعد وقتها ليكون معهداً تعليمياً لتعليم المذهب الشيعي ونشره، فبدأ في بناؤه في جمادي الأول 359هـ/970م، وأتم بناءه وأقيمت أول جمعة فيه في رمضان سنة 361هـ /972م، وعرف بجامع القاهرة ورغم أن يد الإصلاح والترميم توالت عليه على مر العصور فغيرت كثيراً من معالمه الفاطمية إلا أنه يعد أقدم أثر فاطمي قائم بمصر. وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمناً بفاطمة الزهراء ابنة النبي محمد. يعتبر المسجد ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين. ورغم أن جامع عمرو بن العاص في الفسطاط سبقه في وظيفة التدريس حيث كانت تعقد فيه حلقات الدرس تطوعاً وتبرعاً، إلا أن الجامع الأزهر يعد الأول في مصر في تأدية دور المدارس والمعاهد النظامية، فكانت دروسه تعطى بتكليف من الدولة ويؤجر عليها العلماء والمدرسين. وألقي أول درس فيه في صفر سنة 365هـ/975م على يد علي بن النعمان القاضي في فقه الشيعة، وفي سنة 378هـ/988م قررت مرتبات لفقهاء الجامع وأعدت داراً لسكناهم بجواره وكانت عدتهم خمسة وثلاثين رجلاً. بعد سقوط الدولة الفاطمية أفل نجم الأزهر على يد صلاح الدين الأيوبي الذي كان يهدف من وراء ذلك إلى محاربة المذهب الشيعي ومؤازرة المذهب السني، فأبطلت الخطبة فيه وظلت معطلة مائة عام إلى أن أعيدت في عهد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري. وفي عهد الدولة المملوكية عاد الأزهر ليؤدي رسالته العلمية ودوره الحيوي، فعين به فقهاء لتدريس المذهب السني والأحاديث النبوية وعنى بتجديده وتوسعته وصيانته فعد ذلك العصر الذهبي للأزهر، كما أظهر الحكام والأعيان في العصور التالية اهتماماً ملحوظاً بترميمه وصيانته وأوقفت عليه أوقافاً كثيرة. في عهد الملك فؤاد الأول صدر القانون رقم 46 لسنة 1930 للأزهر والذي بموجبه أنشأت كليات أصول الدين والشريعة واللغة والعربية لاحقاً سنة 1933، وأصبح للأزهر رسميًا جامعة مستقلة في عام 1961. وقد اعتبرت جامعة الأزهر الأولى في العالم الإسلامي لدراسة المذهب السني والشريعة الإسلامية. ولا يزال الأزهر حتى اليوم منارة لنشر وسطية الإسلام ومؤسسة لها تأثير عميق في المجتمع المصري ورمزاً من رموز مصر الإسلامية. في شهر أكتوبر من عام 1930 أصدَر الأزهر صحيفة “نور الإسلام“، و رَأس تحريرها الشيخ محمد الخضر حسين رحمه الله، و أوضح في أول عدد منها أسباب إصدارها، و منها: 1 – تعرَض الدين الإسلامي لهجمات مسعورة شنّها طائفة من الملحدين والعلمانيين في الصحف والمجلات. 2 – الذود عن حمى الشريعة الإسلامية، و تقرير حقائق الدين على وجهها الصحيح، و مواجهة نشاط البعثات التبشيرية في مصر، و العمل على هداية الناس و إرشادهم إلى الحق. أما أهدافها فقد كانت على النحو التالي: 1 – نشر آداب الإسلام و إظاهر حقائقه نقية من كل لبس. 2 – الكشف عما ألصق بالدين من بدع و محدثات. 3 – التنبيه على ما دس في السنة من أحاديث موضوعة. 4 – دفع الشبه التي يحوم بها مرضى القلوب على أصول الشريعة الإسلامية. اهتمّت المجلة بتفسير القرآن الكريم، و سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم، و شرح السنة النبوية، فخصّصت أبواباً ثابتة لهذه المقالات، و أبواباً خاصة للفتاوى رداً على أسئلة القرّاء، و حفلت المجلة بالكثير من الأبحاث العلمية المتعلّقة بعلوم الشريعة، مثل: قضايا الإنحراف عن الدين و علله و آثاره و دوائه، و البعث، و الزكاة، و صلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان و مكان، و علاقة الشريعة الإسلامية بالأخلاق، و ضرورة الدين للعمران، هذا إلى جانب بعض الفصول المترجمة من كتب أجنبية منتقاة، مثل كتاب “ السيرة النبوية “ لرينيه و سليمان بن إبراهيم الجزائري. و نشرت أيضاً سلسلة مقالات عن أثر الثقافة الإسلامية في تطور النهضة الفكرية بقلم الشيخ: “محمد صادق عرجون “. وفي عام 1935 م بدأت مرحلة جديدة من عمر المجلة بعد أن تغير اسمها إلى اسم “مجلة الأزهر” .. .
عرض المزيد