تحميل كتاب الذاكرة و الموت pdf كتب سعد الله ونوس «عن الذاكرة والموت» في تسعة نصوص سردية منقسمة إلى قسمين:القسم الأوّل: نصوص قديمة: الورم- الهجرة من الغابة- المشاجرة- هكذا وجدت الهررة- عينان- الأجداد- والقسم الثاني:نصوص جديدة: -بلاد أضيق من الحب- ذاكرة النبوءات- رحلة في مجاهل موت عابر)، ويشكل الموت قاسمها المشترك باعتباره موضوعاً للكتابة، ومنطلقاً للحكي، ومبدءً تنظيمياً للسرد، وبطلاً روائياً، وأُفقاً للرؤية، وبهذا الإختيار الصعب تكون الكتابة السردية عند ونوس قد ألزمت نفسها بالخروج من المدارات الإنسانية، في الحياة العادية، وممارسة التخييل ضمن الحدود الفاصلة بين الدنيوي و الماورائي، وهو الرهان الذي قاده إلى خوض مغامرة الكتابة ضمن مفهوم معيَّن لجمالية الإبداع، يتخذ من المرضِ وقبحِّ المعاناة والألم منطلقات للكتابة. إن القضايا النوعية التي تولجنا في مآزقها نصوص “ونوس”، تتمثَّل في الأسئلة التالية: كيف نجعل الأدب ممتعاً وهو يقترب بنا من الموت ويمعن في وصف الألم؟ كيف نضفي معنى وجمالاً على الألم؟ أسئلة كثيرة تقودنا مع كتاب سعد الله ونوس “عن الذاكرة والموت” إلى تأمُّل شبكة من الثنائيات ينسجها الموت في مختلف علائقه، شبكة معجمية تغطِّي النسيج السردي بكثافة دلالية وإيحائية، يتحوّل بمقتضاها موضوع الموت إلى طقس جنائزي مشبع برائحة الموت وزيف الحياة!! كما يضعنا «ونوس» أمام تشخيصٍ أدبي لموضوعة الموت المنتظر، مُفرَغٍ من أي تسطيح أو معالجة خارجية تتستَّر بالطابع الاجتماعي أو التاريخي. فالموت لا يتحقَّق نصياً كحدث خارجي، أي إن قيمته لا تُستمدُّ من مضاعفات دلالاته الاجتماعية أو التاريخية وانعكاساتها على شخوص السرد، إنه حدث داخلي، فردي، أو «شخصي»، هو قضية العدم بعد الوجود، مطروحة لإنسان منشطر بين الجسد والأنا. أمَّا الآخر فلا يُشكِّل حضوره إلا خلفية هشة للسخرية من علاقته بفرجة الموت..
عرض المزيد