تحميل كتاب تأثير الاهل في مستقبل ابنائهم pdf الطالب في وقتنا الحاضر يعاني صراعا في اختيار مهنة المستقبل بين مايريد وما يستطيع بين مايحب لنفسه أن يكون وما تؤهله له قدرته بالفعل بإختصار إن وضع الأهداف المرغوب فيها وإختيار الوسائل لها هما اللذان يحددان إمكانية التحقيق أو إستحالتها وهما اللذان يمكنان المرء من إجتياز العقبات بنجاح وبهذا يرتقي ويتقدم . إضافة إلى وضع الأهداف قد يصطدم المرء بواقع ويندفع في طريق ليس له أي رأي فيه فيجبر على تنفيذه وهذا الإجبار يكون مرده إلى ميول الأهل أحيانا وأحيانا أخرى إلى عدم معرفة الذات ومعرفة الطريق الذي يمكن أن يسلكه الطالب فأكبر خطأ تقول هارتا أورغلر يرتكبه الأهل هو في إجبار الابن على القيام بمهنة لا يكن لها أي ميل أو أي سلوك من هذا القبيل مما يؤدي حتما إلى الفشل العام . ولتأكيد خطأ الأهل نشير إلى ما ذكره روكلين على لسان إنجافيل من أن الأهل يميلون في أكثر الأحيان إلى تحقيق ما يطمحون إلية بواسطة أولادهم الذين يحرمون في هذه الحالة من حرية الاختياروالإلتزام بما يختارون فيتعارض عندئذ الطموح والواقع وفي أكثر الأحيان تكون الغلبة للواقع الذي لا يرحم مشاعر ورغبات الأبناء أما معرفة المرء بذاته وبقدراته فهي وثيقة الصلة بمستوى الطموح فإن كانت المعرفة واضحة كاملة في ظل واقع متفهم ومساعد كان مستوى الطموح سهل المنال فيزداد بالتالي اعتباره وتقديره لنفسه وبخاصة متى أفلح في الوصول إلى مستوى طموحة . ولا بد من الإشارة أن وجود الاختلاف بين مستوى الطموح ومستوى الاقتدار يؤثر في الفرد ويخلق شخصية لها صفاتها ومعالم وجودها . فإن كان مستوى الاقتدار أقل شأنا من مستوى الطموح يقع المرء تحت رحمة واقعة فينغص علية حياته ويولد فيه الشعور بالنقص والعجز مما يدفعه إلى استصغار ذاته وحتى كرهها . أما إذا كان مستوى الطموح أقل شأنا من مستوى الاقتدار كان واقع المرء أشد إيلاما وأكثر حاجة إلى التفهم والتوجيه مما يدفع المرء فيما بعد إن افتقد إلى مثل هذا التوجيه إلى الندم والتحسر. ومن هنا لابد من التنويه وبكثير من الأهمية إلى أن بعض الآباء يحفزون أولادهم على أن يضعوا لأنفسهم مستويات طموح يعجزون عن بلوغها ولا يقبلون منهم مادون ذلك ولا يشجعونهم إلا إذا بلغ نجاحهم القمة وعاقبة هذا توتر نفسي وقلق شديد يصيب الابن شعور بالنقص والذنب لأنه خيب ظن والدية فيه . إذن على الأهل أن يعوا ويتعرفوا على حقيقة أمر أولادهم حرصا على صحتهم النفسية وعلى نجاحهم في المستقبل وضمانا لشخصية معافاة سوية. فعلينا أن نتقبل رغبات أبنائنا عند اختيار المواد الدراسية التي ستحدد لهم التخصص الذي يوافق قدراتهم وميولهم ورغباتهم.
عرض المزيد