تحميل كتاب الأمصار ذوات الآثار pdf فقد اختص الله - عز وجل - كل بلد من بلدان المعمورة بمزية لا تتوفر في غيره إلا فيما ندر ، واستثنى من تلك المزايا العلم بجميع فروعه ، فجعله موزعة على جملة من البلدان من شرق كوكبنا إلى غربه ، ومن شماله إلى جنوبه وذلك بنسب متفاوتة، فترى بلداً اشتهر بالقراء والمحدّثين ، واخر اشتهر بالفقهاء والمؤرخين ، وآخر اشتهر بالأدباء واللغويين ، وآخر اشتهر بالشعراء والمتكلمين ، وآخر اشتهر بالحفاظ والرحالين ، الأمر الذي جعل معظم بلدان العالم الإسلامي الرئيسية في القرون الهجرية الأولى محطاً لطلبة العلم ، ولا سيما طلبة الحديث النبوي الشريف منهم ، لأن الله تعالى قيّض للحديث النبوي رجالا صادقين أوفياء حفظوا الآثار النبوية من تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، تصديقاً لقول رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم ـ فكان اهتمام الطلبة بعلم الحديث لا يعادله أي اهتمام آخر في تحصيل علم من العلوم الأخرى ، ونتيجة لذلك ظهرت إلى الوجود أعداد كبيرة من الكتب والمسانيد والمصنفات ، لا تساميها من حيث العدد كتب ومصنفات أي من فروع العلم الأخرى عند المسلمين .
عرض المزيد