تحميل كتاب مستقبل الإسلام السياسي pdf الكتاب يناقش سؤالين رئيسيين: هل يمثل الإسلام السياسي آخر معاقل المقاومة للحضارة الإسلامية أمام مدّ العولمة ذات الطابع الأمريكي، أم أنه يمثل بداية دمج الإسلام مع الحاضر بحيث يتمكن المجتمع المسلم والحضارة الإسلامية من الدخول للقرن الجديد أكثر ثقةً بأسسها الحضارية؟ وللإجابة عن هذة التساؤلات وغيرها يناقش (فولر) عبر فصول كتابه العشرة ما إذا كانت ظاهرة الإسلام السياسي مجرّد حالة انتقالية لمرحلة صعبة في تاريخ العالم الإسلامي أم أنها بداية تحوّل وتغيير حقيقيين. يبدأ (غراهام فولر) من أشواق المسلمين لاستعادة مجد الماضي، وما حققته الحضارة الإسلامية على المسرح العالمي، والتي أعقبها حالة من التراجع الحضاري والتهميش، وما يلعبه هذا من دور في بناء تصورات المستقبل، ويتتبع بدايات الحركات الإسلامية وتطورها وإمكانياتها في إحداث تغيير حقيقي، ثم ينتقل إلى الزمن المعاصر، ويتناول الأدوار المتعددة التي يلعبها الإسلام السياسي اليوم عبر المجتمعات المختلفة، ويؤكد أن جميع هذه الأدوار ليست واضحة وجلية لمعظم الدارسين الغربيين بالرغم من أن هذه الأدوار المتعددة هي التي سُتبقي للإسلام السياسي دوراً رئيساً على المسرح السياسي في العالم الإسلامي، فالثقافة السياسية في العالم الإسلامي اليوم تركّز على عدد من القضايا الأساسية كالعدالة الاجتماعية، والحاجة لبوصلة أخلاقية، وحفظ الحضارة الإسلامية، وإعادة بناء قوة وكرامة العالم الإسلامي، والمنعة ضد تهديدات القوى الخارجية، ومشروعية الحكومات، والرفه الاجتماعي، والعدالة الاقتصادية، وأهمية وجود حكومة نظيفة وفعّالة، ويلاحظ فولر أن الجدال والنقاش على المستوى الشعبي ليس حول قيام دولة إسلامية أو علمانية؛ وإنما ينصب على ماهية النظام الحكومي وأي الأحزاب أقدر على تناول وتحقيق هذة القضايا الأساسية. إن الإسلاميين مجموعة متنوعة من الحركات السياسية والمبادئ والفلسفات التي تستقي جميعاً من الإسلام لتنتج أجندات وبرامج مختلفة في أزمان مختلفة. إلا أن هذه الحركات في مجملها تمثل أداة إسلامية حضارية للتعبير عن مجموعة واسعة ومتنوعة من الحاجات السياسية والاجتماعية، وشكل التعبير الإسلامي المحلي يعكس الثقافة السياسية المحلية، والحاجات والتطلعات الخاصة لمجتمع معين تحت قيادة معينة في زمن معين. وفي العموم، عادةً ما يكون خطاب الإسلاميين ذا نزعة وطنية معادية للغرب، غير أنهم قد يُبدون قدراً من البراغماتية في هذه المسألة أيضاً إذا لم يواجهوا تحدّياً وجودياً من الولايات المتحدة. ونظراً إلى أن الإسلاميين لم يُجَرّبوا بعد في السلطة، فإنهم يتمتعون بشعبية بين الناس في حين أن باقي الأيدولوجيات جُرّبت وأثبتت عدم نجاحها. ويشير (فولر) إلى أن الصراع بين الأصوليين والمعتدلين ما زال في بداياته، وهو ما أنتج هذا التدرج الكبير عبر الطيف الإسلامي. وبالرغم من أن الأصولية ليست بالشيء الجديد إلا أن الضغوط السلبية محلياً وعالمياً على المجتمعات المسلمة من شأنها أن تعزّز من ردة الفعل الحضارية بالعودة نحو الأصول، بمعنى أن الأصولية الإسلامية ستجد تربة خصبة في أوساط البيئات ذات الظروف المعيشية والاجتماعية القاسية في العالم الإسلامي. وفيما يتعلق بالمعطيات الدولية وما يحدث على المسرح السياسي العالمي من تداعيات لتيار العولمة الطاغي، فالإسلاميون في موقفهم وتعاطيهم مع هذا التوجه العالمي لا يختلف كثيراً عن العديد من الحركات التحرّرية والوطنية في العالم الثالث سواء تلك في أمريكا اللاتينية أو في أفريقيا أو في شرق آسيا، غير أن هذه الحركة التغييرية كغيرها مضطرة للتعامل مع تحدي التحديث والتمدّن، وما ينجم عنه من تغييرات اجتماعية واقتصادية وسياسية. بحيث تعمل على رفع وطأة ضغوط الحياة المدنية وتقدّم إطاراً أخلاقياً وقيمياً عاماً يحافظ على التماسك والانضباط الاجتماعي، ولذلك يرفع الإسلاميون شعار العدالة الاجتماعية ضمن الإطار الاجتماعي التقليدي ويعارضون كل ما هو غربي وأمريكي.
عرض المزيد