تحميل كتاب المسعودي pdf في هذا الكتاب يقدم المؤلف عزيز العظمة، المسعودي باعتباره ممثلاً لمعارف عصره راسماً صورة شاملة عن آرائه في الكون والأرض والبلدان والشعوب والتواريخ . مما يتيح للقارىء تكوين صورة متكاملة وحيّة عن ذهنية مثقف متنور وعالم ينتمي إلى القرن العاشر لا إالى القرن الواحد والعشرين . لم يستبق الزمان لنا من أخبار وحياة المسعودي إلا القليل القليل، وأنه حسب-ابن حزم-ولد في بغداد لأسرة كوفية تعود بنسبها إلى عبد الله بن مسعود الصحابي وأنه توفي في فسطاط مصر في العام 956-345هـ على الأرجح، بعد إقامة طويلة في مصر والشام وأنه قد زار الكثير من البلدان الآسيوية والأفريقية وربما البعض من أوروبا من سياق أسفاره المستمرة التي امتدت بين السنتين 303 و336 للهجرة، ثم إن المصدر الرئيسي للعلم بتجاربه وتنقله مستقى من القليل الباقي من عماله أي مروج الذهب معادن الجوهر وكتاب التنبيه والإشراف اللذين يشير فيهما المؤلف إلى مناقشات اشترك فيها وأمور شهدها في بلدان زارها وبعض الشخصيات التي انتقاها. وهذان الكتابان هما بالغا الثراء في مادتهما الموضوعية، زمن الخطأ اعتبارهما كتابين في التاريخ، إنما كتابان في الأخبار، ونشوء الكون، وصورة الأرض، والبحار والأنهار والجبال، والحيوانات والعقائد والأديان والفرق، والمناظرات بين أهل المقالات (ومنها مناظرات السعودي ومناقشاته مع الصابئة وأهل الحديث وكبراء القساوسة) وأنساب الأمم وتواريخ ملوكها وعاداتها وتقاويمها واعتقاداتها، والغرائب والعجائب، والجغرافيا والجيولوجيا وعلوم الحكمة والطبيعة. بالإضافة إلى ذلك يمكن تصنيف كتابي المسعودي على أنهما كتابانا في الأدب بمعناه الاوسع هذا وإن ذاك الطابع الأدبي لهما، مع احتوائهما على أخبار البلدان وعجائب البحار والديار وعلى المعارف الخاصة بالعلوم الطبيعية، ليزداد رسوخاً في أذهاننا إن عاينّا الترتيب الموضوعي لهما، حيث نرى أن المؤلف يذهب إلى هنا وهناك في تناوله تفاصيل موضوعه على نحو يشير إلى التداعي والاستطراد الذي يسم كتب الجاحظ الذي يشير إليه المسعودي مراراً. إلا أن ذلك جميعه لا يمنع من اعتبار المسعودي، وبالأحرى كتابيه، على أنهما كتابان يتضمنان تناولاً متكاملاً لجملة مواضيع تتطابق في أكثر من ناحية مع ما يعرف اليوم على أنه تاريخ الحضارات. وخلاصة القول أن المسعودي بن عصره، وأنه يؤدي لنا بياناً شاملاً عن معارف ذلك العصر وإمكاناته العقلية والذهنية، من دون المزج بين الخرافة وبين اعتبار ضرورات الطبائع واعتبار الحكمة ودون تقويم هذه بتلك. ويقدم عزيز العظمة للقارئ في كتابه هذا، صورة شاملة عن آراء السعودي في الكون والأرض والبلدان والشعوب والتواريخ، مما يتيح للقارئ تكوين صورة متكاملة وحيّة عن ذهنية مثقف متنور وعالم، ولكنه مثقف عائد للقرن العاشر وليس للقرن الواحد والعشرين.
عرض المزيد