تحميل رواية الساخن و البارد pdf سيبدو لقارئ رواية «الساخن والبارد»، التي كتبها فتحي غانم عام 1960م، أنه إزاء إعادة قراءة لعلاقة الشرق والغرب التي قدمها «يحيى حقي» من قبل في «قنديل أم هاشم» وبدا أنها هي النمط السائد لوصف تلك العلاقة حيث يظهر الشرق المتخلف والغرب صاحب العلم والتقدم والحضارة، ولكن القارئ يكتشف مع مواصلة قراءة الرواية وتتبّع حالة وشخصية بطلها «يوسف منصور» أن هناك تقارب بين العالمين و رصد للحالة الإنسانية والمتغيرات التي تحدث للمرء في مواجهة الآخر المختلف عنه في ثقافته وتفكيره وعاداته وتقاليده، والمفارقة في تلك الرواية أن فتحي غانم يعود إليها بعد سنواتِ من كتابتها، ليقدّم شهادة مختلفة تمامًا في مقالٍ نشره بجريدة «العربي» الكويتية عام 1997م يقول فيه: كان الصراع في رواية «الساخن والبارد» بين «جوليا» السيدة السويدية التي أحبت فاندفعت بعواطفها، لكنها سيطرت بعقلها وأدركت مصير العلاقة، وبين «يوسف منصور» رجل الأعمال العربي الذي اندفع بغرائزه فتورط في وعود وأطلق أماني وأحلاما ليكتشف أنه لم يخدع جوليا بل خدع نفسه وأنه تورط في خطيئة شائعة بيننا وهي الصدق الكاذب، إن جوليا السويدية التي كتبت عنها غير موجودة، فعلى شاطئ الميناء كانت فتاة شبه عارية مكشوفة تماما أمام ثلاثة شبان يجلسون بجوارها يتسامرون في وضح النهار، والوجوه ليس فيها حلم أو عاطفة كتلك التي دفعت جوليا إلى المغامرة الرومانتيكية مع شاب من الشرق، مثل هذه المغامرات تبدو وكأنها نوع من الثرثرة ومضيعة الوقت. أو هذا هو ما خيل إليّ، لأني على أية حال لم أشعر بذلك الشعور الرومانتيكي الذي واجهتني، به «ستوكهولم» منذ أربعين عاما. تغيرت «ستوكهولم» ولا شك أني أيضا تغيرت.
عرض المزيد