تحميل رواية العيش بذاكرتين pdf تدور أحداث الرواية في القرى الأردنية والفلسطينية (1970-1990) حول أهمية العلاقة التفاعلية الأخوية بين الشعب الأردني والفلسطيني في أعقاب أحداث أيلول الأسود، وما نتج عنه من علاقة ضبابية عاشت في ذاكرة البعض. وتناقش الرواية تطور بعض مراحل الحياة في الأردن عن طريق سرد قصة حياة البطل(خميس) الذي كان في صفوف الفدائيين وهو يروي أحداث الماضي. نص من الرواية: ستجدون لي عذرًا عندما تجدون رائحة الحب وهي تفوح من عيون نفوز، و من رائحة قهوتها، لكن رائحة السجن ما زالت عالقةً بمنديلها الازرق. في قرية السكة ستجدون رائحة القنوط ما زالت تراود الفجيعة عن نفسها، مثل حال النساء الطاعنات في السن، عندما جلسن على عتبات المنازل طمعًا بنهاية عنوانها فقدان الأمل، وفلاح كيف أدمن على عشق أميرة، وشرّب المعصية، ثم توقف، لكنه حمل اسمًا جديداً رافقه طوال حياته (فلاح السكران)، وعريف، عندما كان يجوب القرية مثقل بجنونه. لا يُعرف من أين جاء، أو اسمه الحقيقي أو حتى مدلول كلماته، فعاش في كومة غضب. قرية السكة منبع الحكاية، وبرد تشرين، وذاكرة أيلول، لم أغرق بالتفاصيل، طفوت على سطح الحكاية. فتشابهت بعض الأسماء التي وردت في الحكاية مع الواقع، وأخرى لم نسمع عنها شيئًا، لكنها في النهاية حكاية، وإرث ثقيل راود خميس عن نفسه فعاش بذاكرتين، مع أننا جميعنا نعيش بذاكرتين. قرية السكة لا وجود لسكة حديد متهالكة ورثت من زمن العثمانيين، أو شيء من هذا القبيل. ربما كانت ممراً لرائحة السنين وهي تفوح من سبخاتها، قرية السكة، حيث كان الشقاء عنواناً لمعظم أيام السنة، أنتج حرماناً توسده الأطفال، وأحلامًا أتقنها الكبار، وهم يعلمون أنها لن تتحقق بكامل تفاصيلهِا. فالوقت غالبًا ما يبتلع الجزء الأكبر من أحلامهم، حلموا بأشياء كثيرة؛ حلموا أن تثمر أشجار الطلح برتقالاً، وحلموا أن يتحدثوا أمام مختار القرية ولو هراءً، وحلموا بكل التفاصيل الممكنة، سأكتفي بما ستقوله وجوه الحاضرين من حولي:تبًا لك، أو أحسنت صنعًا.
عرض المزيد