تحميل كتاب الحكايات والأساطير والأحلام pdf حين نكون أيقاظاً نكون مخلوقات نشيطة عاقلة. ونقوم بأفعال ونراقب، ولربما لا نرى الأشياء من حولنا كما هي في الواقع، ولكننا قد نراها على الأقل على نحو نستطيع أن نفيد منها ونستعملها، وإننا لمهرة نتقن أعمالنا، لكننا نتفتقر في أثناء ذلك إلى الخيال. وحين ننام نستيقظ على صيغة أخرى للوجود، إننا نحلم، ونبتدع قصصاً لم تحدث قط. وتارة نعيش ونشهد أجمل الأشياء ونكون سعداء، وكثيراً مانجد أنفسنا في حالة من الخوف الشديد، ولكن أيا كان الدور الذي نقوم به في الحلم فإننا المؤلف والحلم حلمنا ونحن أوجدنا الحوادث، إننا في الحلم صانعو عالم ليس للمكان والزمان سلطان فيه.
إنّ النائم ليحيا حياة سرية خفية، وليس النوم بحالة راحة عامة للكائن الحي، بل إنّ نشاط الدماغ في أثناء النوم يفوق قيم النهار بمرات كثيرة، وصرنا نعرف عن عمل الدماغ الإنساني ونشاطه في أثناء النوم أكثر مما نعرفه عن نشاطه في أثناء اليقظة.
والنوم يكون مصحوباً دائماً بالاحلام، وإن نوماً لاتتخله أحلام يسفر عنه اظطرابات نفسية شديدة، وهذا ماتوصل إلية العلماء في العقود الأخيرة.
إذن ماطبيعة الأحلام؟
وماذا عن تاريخ وفنّ تفسيرها؟
ماذا عن اشتغال فرويد ويونغ فيها؟
في هذا الكتاب يجيب عالم النفس المرموق إريش فروم على هذه الأسئلة، ومن أسئلة الأحلام يتابع فروم البحث في أسطورة أوديب وأسطورة التكوين، وفي رواية كافكا: القضية، وفي الحكايات والطقوس، ليقدم بجملة هذا الكتاب مفاتيح اللغة المنسية، اللغة الرمزية، لغة الحكايات والأساطير والأحلام، لغة الروح والنفس.