تحميل رواية رواية القاهرة تولوز pdf ولما كانت العلاقات الشعبية المصرية الجزائرية تشهد توتراً في الآونة الأخيرة، وفي الآونة ما قبل الأخيرة وحياتك، وخصوصاً من أيام مباراة مصر والجزائر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، والتي أقيمت في ستاد القاهرة في 17 نوفمبر 1989، وانتهت بفوز مصر 1- صفر؛ بالهدف الشهير للكابتن حسام حسن، وما أعقبها من أحداث مؤسفة، كانت على قمتها وفي ذروتها اتهام الكابتن لخضر بلومي بفقأ عين طبيب مصري في فندق الإقامة للمنتخب الجزائري، بالرغم من نفي الكابتن لخضر بلومي للتهمة وتأكيده على أن زميلاً آخر له في الفريق الجزائري هو الذي قذف الكأس الزجاجية في وجه الطبيب المصري، وليس هو، وإحجامه عن ذكر اسم ذلك اللاعب المتسبب الحقيقي في تلك المأساة لأنه ليس واشياً وكل ذلك، أقول لما كانت العلاقات المصرية الجزائرية تشهد توتراً متزايداً بمناسبة كل مباراة في كرة القدم بين البلدين، وشوف إزاي حاجة تافهة زي دي ممكن تفسد الأسس الأخوية المتينة بين الشعبين اللذين نسى كلاهما أن مصر والمصريين كانوا في ظهر الشعب الجزائري في كفاحه العظيم لنيل استقلاله عن المستعمر الاستيطاني الفرنسي، لكنها الأنظمة العربية الفاسدة يا رفيق التي تلهي شعوبها في معارك جانبية تستنزف قواهم حتى تصرف نظرهم عن فشلها في التنمية وفي إقامة مؤسسات الدولة الحديثة وكل شيء، وطبعاً ليس هناك أفضل من حمائية كرة القدم لتجييش المشاعر الشعبوية ضد الأخ والصديق، نهايته، كنت أقول لما كانت العلاقات بين الشعبين في أسفل سافلين بسبب كرة القدم، قررت أن أثبت حسن النية لصراط بو عكاز، ويا له من اسم، ويا لجماله، ويا لقوته، ويا للمفارقة الكامنة فيه، فقلت:
- مصر والجزاير خاوة خاوة، إحنا وانتم خاوة خاوة، إحنا خاوتنكم، وانتم خاوتنا، واحنا الاتنين خاوتين بعض، مصر والجزاير خاوة خاوة، مصر والجزاير لا مِم شوز!
ضحك الولد بطلاقة، وقال بصوت عال:
- خاوة خاوة، ماشي عدّاوة!
ولم أفهم ما دخل أنه ماشي على الدواء في الموضوع! فقلت له:
- لأ سلامتك ألف سلامة، لا بأس عليك!