تحميل كتاب تحقيق اسمي الصحيحين واسم جامع الترمذي pdf مما لا يخفى أن عناية المؤلفين واختيارهم لوضع أسماء كتبهم المعبرة عن مضمونها ومحتواها، يحتل من اهتمامهم المقام الأول، لأن العنوان للكتاب هو الدال على ما فيه.وبعنوان الكتاب يعرف لناظره موقعه من العلم الذي ألف فيه: حاجة إليه أو استغناء عنه بغيره، ونفاسة في بابه أو رخصاً فيه، في غالب الأحوال ولذا كان للعلماء اهتمام شديد بصوغ العنوان، ليكون دالاً بدقة واستيعاب على ما يدخل فيه، وما لا يدخل فيه، فهو في كثير من الأحيان يصاغ صياغة التعريف، فيكون جاكماً مانعاً كما هو شأن التعريف إذا كان دقيقاً.ومما يصدق عليه هذا القول في دقة العنوان ورعايته عند تسميته: كتاب صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري أمير المؤمنين في الحديث، وكتاب صحيح الإمام مسلم بن الحجاج القشيري تلميذه الأبر وشيخ التحقيق والتدقيق والمحدث الأفيق، وكتاب جامع الإمام أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، تلميذ الإمام البخاري، الذي قال له شيخه البخاري: استفدت منك أكثر مما استفدت مني.وقد كان عنوان كل من هذه الكتب: "صحيح البخاري"، و"صحيح مسلم"، و"جامع الترمذي" معروفاً متناقلاً في زمن مؤلفيها وما قاربه، ثم لشهرة الكتب وطول عنوان كل منها بعض الطول: اكتفي بذكر جانب من الاسم، فاشتهر كتاب البخاري باسم "صحيح البخاري"، واشتهر كتاب مسلم باسم "صحيح مسلم"، واشتهر كتاب الترمذي باسم "جامع الترمذي".وهذا الاختصار في الأسماء مرضي مألوف جداً في الحديث عنها والعزو إليها، بل قد وقع ذلك الاختصار في الاسم في كثير من النسخ المخطوطة منها، اعتماداً على شهرتها وشهرة مؤلفيها التي ملأت الآفاق العلمية في جنبات الأرض. ولكن ذلك الاختصار تسبب –على مر الزمن- في غموض معرفة بنية كل من هذه الكتب الثلاثة، لأن البخاري عنون كتابه بما يدل أوضح الدلالة على مقصده من تأليفه وما بناه عليه، فذكر فيه أوصافاً تشخص معالم الكتاب والأسس التي قام التأليف عليها، وكذلك صنع كل من مسلم والترمذي في عنوان كتابه، فعنونه بما يكشف لقارئه من أول نظرة الأصول والأركان التي بنى تدوين الكتاب عليها، فذكر أوصافاً في عنوانه دالة على قصده من تأليفه وما قصره عليه.وكما أشرنا من قبل: لما تمادى الزمن وشاع اختصار أسماء هذه الكتب: غفل أو جهل كثير من أهل العلم وطلبته أسماءها، فاقتضى ذلك إشاعاتها وذكرها على الوجه الأتم الذي يعرف ببنية كل واحد منهأ، فكتبت هذه الرسالة في (تحقيق اسمي الصحيحين واسم جامع الترمذي).
عرض المزيد