تحميل رواية شيء في صدري pdf "إني رجل يحاول أن يكون شريفاً.. يحاول أن يشتري الشرف ولا يجد دليلاً على شرفه إلا في رضاء عائلة بسيطة ساذجة.. واحدة من ملايين العائلات التي تملأ بيوت مصر. ولكنكم لا تصدقون.. أنت تبكين وأمل تخدرني، فهل أترككما لحالكما. هل أتخلى عن صفقة بشراء الشرف؟! لا.. لا أستطيع، لقد عشت معذباً بهذا الشيء الذي يتحرك في صدري كلما تذكرت والدك، ولا أستطيع أن أموت هذا الشيء لا يزال يعذبني! وهل يلومني الناس إذا اشتريت الشرف عن طريق غير شريف؟! لا، أيضاً.. إن الغاية تبرر الواسطة!.. وعلى هذا تركت الأمر للشيطان لينفذ حكمي فيكما.. الشيطان.. عبد العظيم بك!! واستدعى عبد العظيم بك خالك، وصرخ في وجهه: انت يا راجل.. انتم فاهمين نفسكم ايه.. ازاي الباشا يعرض عليكم تعزلوا، وترفضوا!؟ عايزه يتبنى البنت وهي ساكنة في شبرا ازاي؟ أنتم مش وش نعمة.. انتم كلاب وحاتفضلوا طول عمركم كلاب.. و". عند هذا المنعطف من سرديات إحسان عبد القدوس في رائعته "شيء في صدري" تنهار نظرية الحرية الفردية.. لأنها لا تصبح حرية فردية، بل تصبح حرية طبقية.. من خلال هذه الرواية يصور الكاتب مسألة الاحتكار عند المنحى الإنساني، وذلك من خلال شخصية حسين باشا شاكر ذاك الرجل الذي يحتكر الآخرين ويستغلهم. وهو بالرغم من جمعه للأموال، وبالرغم من تمتعه بمظاهر الحياة، بقي تعيساً شقياً لأن الآخرين الذين استغلهم عاشوا دائماً داخل نفسه... عاشو في صدره، وقد أحس بعذابهم وبصراخهم وباعتدائه على حقوقهم... هو استطاع الانتصار على من حوله من الناس بأمواله وبذكائه؛ إلا أنه بالرغم من ذلك لم يكن باستطاعته خداع هؤلاء الذين يعيشون في داخله، ولا أن يشتري سكوتهم واحترامهم... فقطعة من المجتمع تعيش في صدره وتعذبه. إنه واقع المعركة بين الخير والشر، واقع المعركة بين الجشع الفردي والإحساس بالمجتمع.
عرض المزيد