تحميل كتاب مستقبلنا بعد البشري عواقب ثورة التقنية الحيوية pdf إن بزوغ فجر الإرهاب البيولوجي مشكلاً تهديداً حياً، يشير إلى الحاجة إلى تحكم سياسي أكبر في استخدامات العلم والتقنية. كما أن أعظم التحديات التي فتحتها التقنية الحيوية ليست تلك التي تلوح في الأفق أمامنا الآن، بل تلك التي ستظهر بعد عقد أو جيل أو أكثر. وما يهمنا معرفته هو أن ذلك التحدي ليس مجرد تحد أخلاقي، لكنه تحد سياسي أيضاً. فالقرارات التي سنتخذها في مقتبل الأيام ستحدد إن كنا نتوجه نحو مستقبل بعد بشري من عدمه، وستحدد كذلك الهوة الأخلاقية التي يفتحها أمامنا. لقد أمسينا على وشك الولوج إلى مستقبل بعد بشري، ستمنحنا فيه التقنية القدرة على تعديل جوهر البشر تعديلاً تدريجياً بمرور الزمان. كثيرون هم الذين سوف يحتضنون هذه القوة تحت شعار الحرية الإنسانية، فهم يريدون الحد الأقصى من حرية الآباء في اختيار نوع الأطفال الذين سينجبونهم، ومن حرية العلماء في إجراء الأبحاث، ومن حرية رجال الأعمال في استخدام التقنية لجمع الثروات.ويفترض كثيرون أن العالم ما بعد البشري سيشبه كثيراً عالمنا هذا، أي أنه يمتلئ بالحرية والمساواة والإخاء والرخاء والتعاطف، وتصاحبه رعاية صحية ملموسة وأعمار أطول، وربما ذكاء أعلى من معدلات الذكاء الطبيعية. لكن العالم ما بعد البشري قد يصير عالماً سلطوياً وتنافسياً بدرجة أكبر كثيراً مما هو عليه الآن، وبالتالي يعج بالصراعات الاجتماعية. وقد يصبح عالماً تضيع فيه أية فكرة عن الإنسانية المشتركة، لأننا مزجنا الجينات البشرية بجينات أنواع أخرى كثيرة من الأحياء بحيث لم يعد لدينا فكرة واضحة عن ماهية الإنسان.
عرض المزيد