تحميل كتاب بواعث الإيمان pdf 2017م - 1443هـ يرى شبستري أن اللاهوت الذي ينتمي إليه تيليش والذي تمتد جذوره إلى شلايماخر هو لاهوت يعتمد على ركيزة التجربة الدينية تجربة المتعالي واللامتناهي، لذا فطبيعي جدا أن يحتل مفهوم «الإيمان» وفعاليات هذه التجربة أهمية كبيرة داخل عمل تيليش، بل إن تيليش قد خصص له كتابه «فعاليات الإيمان» والذي طمح فيه لإعادة تأويل هذه الكلمة الذي صارت في رأيه عرضة للتشويه والتحمل بحمولات زائفة، «إنها تحتاج لمداوة قبل أن تستخدم في مداواة الناس»، إعادة تأويل هدفها فصل «الإيمان» عن تلك المعانى الزائفة وبحث فعالياته وأنماطه ورموزه وحقيقته التي تختلف عن الحقائق الأخرى «الفلسفية» و «العلمية» و «التاريخية» ومبدئيا علينا التنبه لكون هذه المحاولة من تيليش للبحث عن معنى حقيقي للإيمان لا تشبه تلك المحاولات التي ينتقدها بورديو عند بعض الفلاسفة والفيلولوجيين، حيث يتم تصور أن ثمة معنى حقيقي في الكلمات شوهه الناس في تجربتهم التاريخية حيث “جهل وضلال العامي هو المسؤل عن استحضار معاني آثمة ومبتذلة للكلمة” مما يحتم على الخبير استبعاد هذه المعاني للوصول للمعنى الحقيقي الخفي (الإنطولوجي السياسية عند هيدجر، ص147)، ما يعنيه تيليش ليس كذلك، فتيليش يحاول الوصول للمعنى الحقيقي للإيمان عبر تحليل وجودي لوقائع تجربة الإيمان نفسها، وما يعتبره زائفا ليس سوى استخدام كلمة الإيمان في صراعات فكرية وثقافية تتنكر لهذا المعنى الذي تكشفه الوقائع بوضوح لتخلطه بمعان أخرى كالإنفعال وكالإرادة أو كالإعتقاد، كفيلسوف وجودي يعتبر تيليش تعريفات الإيمان زائفة طالما أنها تعرفها بما هو خارجها أو بما هو أحد أجزاءها فحسب، طالما أنها لا تستطيع معايشة التجربة الإيمانية «هنا والآن» بكليتها دون تجزئة، والتموج مع جدلها الداخلي والانتباه للفعاليات المُشكِّلة لها. .
عرض المزيد