تحميل كتاب المهدى و قرب الظهور .. واقترب الوعد الحق pdf 2020م - 1443هـ إن من بين الأمور المستقبلية التي تجري في آخر الزمان عند نزول عيسى ابن مريم من السماء، خروج رجل من أهل بيت النبوة من ولد علي بن أبي طالب، يوافق اسمه اسم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويقال له المهدي، يتولى إمرة المسلمين، ويصلي عيسى ابن مريم خلفه، وذلك لدلالة الأحاديث المستفيضة عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، التي تلقتها الأمة بالقبول، واعتقدت موجبها إلاّ من شذ. وسـيكون الكلام حول هذا الموضوع لِأمرين، الأول: أن الأحاديث الواردة في المهدي لم ترد في الصحيحين على وجه التفصيل، بل جاءت مجملة، وقد وردت في غيرهما مفسـرة لما فيهما، فقد يظن ظان أن ذلك يقلل من شأنها، وذلك خطأٌ واضح، فالصحيح بل الحسن في غير الصحيحين مقبول معتمد عند أهل الحديث. الثاني: أن بعض الكتّاب في هذا العصـر أقدم على الطعن في الأحاديث الواردة في المهدي بغير علم، بل جهلاً أو تقليداً لِأحد لم يكن من أهل العناية بالحديث. وقد اطلعت على تعليق لعبدالرحمن محمد عثمان على كتاب تحفة الأحوذي، الذي طبع أخيراً في مصـر. قال في الجزء السادس في باب ما جاء في الخلفاء، في تعليقه: (يرى الكثيرون من العلماء أن كل ما ورد من أحاديث عن المهدي، إنما هو موضع شك، وأنها لا تصح عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، بل إنها من وضع الشيعة)،وقال معلقاً بشأن المهدي في باب ما جاء في تقارب الزمن وقصـر الأمل في الجزء المذكور: (ويرى الكثيرون من العلماء الثقات الأثبات أن ما ورد في أحاديث خاصة بالمهدي ليست إلاّ من وضع الباطنية والشيعة وأضـرابهم، وأنها لا تصح نسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم). بل لقد تجرأ بعضهم إلى ما هو أكثر من ذلك، فنجد محيي الدين عبدالحميد في تعليقه على الحاوي للفتاوى للسـيوطي، يقول في آخر جزء في العرف الوردي في أخبار المهدي (صفحة 166) من الجزء الثاني: (يرى بعض الباحثين أن كل ما ورد عن المهدي وعن الدجال من الإسـرائيليات). لهذين الأمرين، ولكون الواجب على كل مسلم ناصح لنفسه ألاّ يتردد في تصديق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما يخبر به، رأيت أن يكون الكلام حول هذا الأمر كما قلت، تحت عنوان (عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر). أقول: وعامة الناس أنكر المهدي بسبب اليأس والإحباط وطول الفترة، فعن ابن عباس رضي الله عنه يقول: (يبعث الله تعالى المهدي بعد إياس، وحتى يقول الناس: لا مهدي) إن أحداث ومظاهرات عام 2011م / 1432هـ المسماة (الربيع العربي) و سقوط بعض الحكام واضطراب الشعوب وحصول الفراغ السياسي هي أكبر مظهر من مظاهر قصم الله للجبارين وإذن بزوال مرحلة الحكم الجبري، ودخول الناس في مرحلة انتقالية قصيرة وعبثية وطاغوتية وصراع دام. تتقطع الطرق والتجارات بسببه، لكنها إرادة الله القدرية لإصلاح الأمة بعد فسادها من أجل اجتماع الناس إن شاء الله على الإمام المهدي عليه السلام علم وقيام الخلافة على منهاج النبوة على يده. "واقترب الوعد الحق".([الأنبياء: 97])، وعد الله لا يخلف الله وعده، وهو سريع الحساب. .
عرض المزيد