تحميل كتاب ذيل تاريخ بغداد ج1 pdf 2006م - 1443هـ هذا «ذيل تاريخ مدينة السّلام» لأبي عبد اللّه محمد بن سعيد ابن الدّبيثي، أقدّمه لبغداد الحبيبة و ساكنيها و وارديها و محبيها و المجاهدين عن حماها، ليكشف صفحة مضيئة من تاريخ هذه المدينة العريقة التي استعصت على الغزاة، أو قامت بعد كبوة، كما في هذا التاريخ الذي تناول عهد نهضة بني العباس في أيام الخليفة الهمام أسد بني العباس الناصر لدين اللّه، ليكون نبراسا يضيء الدّروب المظلمة، و يذكّر كلّ ذي بصيرة و غيرة و حمّية بحقّ مدينة السّلام بغداد عليه، حققته و تعبت عليه حتى تجلّى بما هو عليه من الهيئة العلمية الرائقة و الصّفة النافعة التي تمنيتها له و أنا بعيد عن مدينتي الحبيبة التي بها ولدت. و ترعرعت و تعلّمت، فشببت و اكتهلت و شخت، و بها الأحباب الذين قضى بعضهم نحبه، و منهم من ينتظر، هاجرت عنها ببعض أهلي و ولدي بعد استيلاء العدوّ المخذول عليها، لائذا بحمى بني هاشم في عمّان البلقاء، جزاهم اللّه خير الجزاء و وفّقهم لكلّ مكرمة و خير، مستذكرا أبياتا قالها الفقيه العالم عبد الوهاب ابن عليّ المالكي حين فارق بغداد، و هي حبيبة على نفسه. مقدمة التحقيق الحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. وصلى الله على خيرته المصطفى، المنتخب لرسالته، المفضل على جميع خلقه بفتح رحمته، وختم نبوته، واعم ما أرسل به مرسل قبله، المرفوع ذكره مع ذكره في الاولى، الشافع المشفع في الاخرى، أفضل خلقه نفسا، واجمعهم لكل خلق رضيه في دين ودنيا وخيرهم نسبا ودارا: محمد عبده ورسوله، وعلى سلم محمد وصحبه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين. وبعد: فان الحمد لله ان اعاننا على اخراج كتاب (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي في صورة أحسب ان تكون لائقة به وبأهميته التاريخية العظيمة. ثم كانت الخطوة التالية هي اخراج الذيول التي ذيلت عليه، فقمنا بجمع شتاتها من هنا ومن هناك. ولعل من أهم هذه الذيول هي (التاريخ المجدد لمدينة السلام واخبار فضائلها الاعلام ومن وردها من الاعلام). لمحب الدين محمد بن محمود ابن النجار المتوفى سنة 643 ه. وتأتي اهميته من انه قد جمع بين (ذيل تاريخ بغداد) لابي سعد عبد الكريم بن السمعاني المتوفى سنة 562 ه وبين (ذيل تاريخ بغداد) لابي عبد الله محمد بن سعيد ابن الدبيثي المتوفى سنة 637 ه. فقد وضع ابن النجار على عاتقه اخراج تاريخ اوسع نطاقا من سابقيه، إذ حاول التعرف على أفاضل الناس ممن اشتهروا بالتحديث والدين كان من بينهم علماء وجهاء: حفاظ وقراء وواعظ وخطباء وشيوخ وائمة وامراء وخلفاء واصحاب المناصب ممن شهد لهم الخاصة والعامة بتبحرهم في العلم. وقد وصل الينا بعضه حيث تبدأ مخطوطة المكتبة الظاهرية بترجمته: عبد المغيث بن زهير. ولقد اختلفت الاراء حول عدد مجلدات (تاريخ ابن النجار) فذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ (4 / 212) وابن العماد في شذرات الذهب (5 / 226): انه خطط في ستة عشر جزءا. وذكر السبكي في طبقات الشافعية (5 / 41) والصفدي في الوافي بالوفيات (5 / 10) والكتبي في فوات الوفيات (2 / 522) انه خطط في ثلاثين جزءا. ومهما كانت اجزائه فان ما وصل الينا يدل على سعة علم المؤلف وتبحره. وفيما يلي نتناول التعريف بابن النجار في عجالة سريعة. الحافظ محب الدين ابن النجار: هو محب الدين أبو عبد الله محمد بن ابي الفضل محمود بن ابي محمد الحسن بن هبة الله بن محاسن بن هبة الله البغدادي المعروف بابن النجار. ولد ليلة الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة 578 ه ببغداد. وكانت وفاته في الخامس من شعبان سنة 643 ه. ودفن بمقابر الشهداء بباب حرب. سمع الحديث في صغره من عمه ابي القاسم علي بن الحسن الحافظ بعد وفاة والده. وأخذ عن شيوخه في بغداد والذين وردت اسماؤهم في ثنايا الكتاب. رحل الى بلاد الشام ومصر والحجاز واصبهان وخراسان ومرو ونيسابور. وسمع الكثيرين من محدثي عصره على مدى فترة رحلاته التي دامت سبعا وعشرين سنة. زار دمشق ثم حلب ومنها قصد اصبهان وبعدها رحل الى هراة ثم مرو، وبعد ذلك امضى زمنا في خراسان ومنها قصد مصر حيث نزل بالاسكندرية، ثم عاد الى بغداد وعزم على الاستقرار بها فبقي بها حتى وفاته في الخامس من شعبان سنة 643 ه. والجدير بالذكر ان ابن النجار قد ذاعت شهرته في التحديث فقصده الكثيرون فأصبحت مشيخته تشمل ثلاثة آلاف شيخ وأربعمائة امرأة. وخلال حياته أثرى المكتبة الاسلامية بالعديد من المصنفات والتي نذكر منها: 1 - التاريخ المجدد لمدينة السلام واخبار فضائلها. .
عرض المزيد