تحميل كتاب التاريخ المعتبر في أنباء من غبر ج2 pdf 2011م - 1443هـ صَحَابَةُ النَّبِيّ مفرده صَحَابِيّ هو مصطلحٌ إسلامي يُطلقُ على كُلّ من لقي النبي محمد وأسلم وبقي على الإسلام حتى مات. كما أنه قد يُقصَد بالصحابة حملة رسالة الإسلام الأولين، وأنصار النبي محمد بن عبد الله المدافعين عنه، والذين صحبوه وآمنوا بدعوته وماتوا على ذلك. رافق الصحابة رسول الله محمد بن عبد الله في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعدوه على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة. وبعد وفاة رسول الله محمد بن عبد الله تولى الصحابة الخلافة في الفترة التي عرفت بعهد الخلفاء الراشدين، وتفرقوا في الأمصار لنشر تعاليم الإسلام والجهاد وفتح المدن والدول. وقاد الصحابة العديد من المعارك الإسلامية في بلاد الشام وفارس ومصر وخراسان والهند وبلاد ما وراء النهر. لأصحاب النبي ﷺ حقاً عظيماً علينا، فهم أفضل الأمة، اصطفاهم اللهم لصحبة نبيه ﷺ، وحواريو محمد ﷺ أفضل من حواريي موسى، وحواريو محمد ﷺ أفضل من حواريي عيسى، ومن حواريي سائر الأنبياء، وهم رضوان الله تعالى عنهم الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، هؤلاء هم المهاجرون الذين أثنى الله عليهم: وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ سورة الأنفال:72، هؤلاء هم الأنصار، وذكر الله اللحمة بينهم بقوله: أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ، وأخبر الله أنه رضي عنهم، فقال: رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا سورة التوبة:100، وقد استخلفهم الله تعالى في الأرض، ومكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وبدلهم من بعد خوفهم أمناً، فعبدوه لم يشركوا معه شيئاً. وهم الذين مع محمد ﷺ: أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ سورة الفتح:29، إنهم أصحاب محمد ﷺ، الذين نقلوا إلينا الرسالة، الذين نقلوا إلينا أحاديث النبي ﷺ وسيرته، هؤلاء أمنة للأمة كما قال ﷺ: أصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون، وهكذا كان انتشار البدع بعدهم، ولا زال المسلمون في نقص بعد الصحابة، فجيلهم أفضل الأجيال رضوان الله تعالى عنهم. هم الأمة الوسط، وهم الشهداء على الناس، وكلهم أثبات وأخيار ليس فيهم حثالة إنما الحثالة فيمن بعدهم، كما بين ذلك الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه، لقد توفي النبي ﷺ عن قرابة مائة وعشرين ألفاً من أصحابه، كلهم لقيه مؤمناً به، مات منهم بالمدينة عشرة آلاف، وتفرق الباقون في البلدان ينشرون دين الله، ويدعون إلى الله، ويحكمون في الناس بما أنزل الله، ويجاهدون في سبيل الله. روى الأحاديث عن النبي ﷺ منهم ألف وخمسمائة، أحاديثهم مبثوثة في دواوين السنة، وقد أجمع علماء أهل السنة والجماعة على أنهم ثقات وعدول وأثبات، وأنه يجب الكف عما شجر بينهم، وأنهم بشر يخطئون ويصيبون، لكن ما أكثر صوابهم بالنسبة إلى صواب غيرهم، وما أقل خطأهم بالنسبة إلى خطأ غيرهم، فإذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب النبي ﷺ فاعلم أنه زنديق، وذلك أن هذه طريقة باطنية خبيثة لنسف الاحتجاج بالأحاديث؛ لأنهم إذا طعنوا في رواة الأحاديث سقطت الأحاديث، فافهم يا عبد الله، لماذا يريدون الطعن في الصحابة؟ إن الهدف هو إسقاط السنة، وإسقاط الاحتجاج بالأحاديث، فما أخبث الفكرة. إنَّ التاريخَ علمٌ يُبْحثُ فيه عن معرفة أحوال الجماعات وبُلدانهم ورسُومِهم وعاداتهم وصَنائعهم وأنسابهم ووفَياتهم، وموضوعـه أحوالُ الأشخاصِ الماضيـةِ؛ من الأنبيـاء والأولياء والعلماء والحكماء والشعراء والملوك والسَّلاطين وغيرِهم، والغرضُ منه الوقوفُ على الأحوالِ الماضيةِ من حيث هِيَ وكما كانت. ولكتب التاريخِ وأخبارِه فوائـدُ كثيرة، ومنافـعُ دنيويةٌ وأُخْرويةٌ جمَّةٌ غزيرة. وهذا كتابٌ نفيسٌ حاوٍ للفوائدِ الدُّنيوية والأُخروية جمعاً، للإِمام العلاَّمة مُجير الدِّين العُلَيميِّ الحنبلي، وَسَمه بـ ’التَّاريخ المعتبر في أنباء مَنْ غَبر‘ ذَكَر فيه من الحوادث العجيبة والوقائع الغريبة والعبر، وأخبارِ مَنْ فات ومَنْ حضر، ما ترتاحُ لسماعـه القلوب، وما يزُول عن مطالعه ما يجـده من الهمِّ والكُروب، أوردَ فيـه أخبـارَ الأنبيـاءِ وأحـوالَ الأممِ والملوكِ، وذكر تراجمَ الأعيانِ من الصَّحابة والتابعين والأئمة المَرْضيين، مُعرِّجاً على ذكر الحكماء والصُّلحاء والشعراء، مُؤْثراً في سرده الاختصار، على التطويل والإكثار، بأسلوب سهلٍ بعيدٍ عن التعقيد في ذكر الأحداث، مبوِّباً لذلك أحسنَ تبويب. فقد ابتدأ كتابَه بقصص الأنبياء؛ ثم ذكرَ أممَ اليهودِ والنَّصارى والهنـد والسِّند والسُّودان وغيرِهم، حاكياً فيها الأمـور العِجَـاب، مُورداً جملةً من الإسرائيليات على سبيل التحلِّي بها والتندُّر، لا على سبيل الاستشهاد والاحتجاج. ثم ذكـر سيـرةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بأسلوبٍ مختصَـرٍ مَلِيح، ثم أتى على ذكر الخُلفاء الراشدين الأربعـةِ وما جرى في خلافاتهم من وقائعَ وأحداثٍ، ثم أَتْبعهم بذكر خلفاءِ بني أميةَ، ثم خلفاءِ بني العبَّاس، ثم ذكر خلفاءَ الدَّولةِ الفاطميَّـة، والخلفاءَ من بني العباس بالديار المصرية، وأخبارَ ملوكِ سلاطينِ الأيوبيين والمماليكِ حتى سلطنةِ قايتباي الظاهري سنةَ إحدى وتسع مئة. سارداً في أثناء ذلك كلِّه لُمعـاً من أخبارهم وأحوالهم ومواليدهم ووفيـاتهم، وما جـرى في ولاياتهم وسَلْطَنَاتهم من وقائـعَ وأحـداث، بذكرِها على ترتيب السَّنوات حَسْبَ الإمكان، وبذلك ينتهي الجزءُ الأول من كتابه. ثم أفردَ الجزءَ الثاني منـه بذكر تراجمِ الأعيانِ من الأئمـة الأربعـة وغيـرِهم من التـابعين والعلمـاء الأعلام والرؤساء والوزراء والشـعـراء والقضاة على وجه الاختصار مُرَتَّبين على حروفِ المُعْجَم من غير التزامٍ بترتيب الأسماء في كلِّ حرف كما ذَكَـر، معرِّفاً باسم المتـرجَم وتاريخِ وَفاته وذكرِ شيء مِنْ سيرتـه إن تيسَّر على وجه الاختصار، جامعاً ما يزيد على ستِّ مئة عَلَم. فصل في ذكري أسماء جماعة ممن مات [من] الصحابة - رضي الله عنه -[في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -] ترتيبهم على الوفيات * ذكر أسماء الصحابة الذين عاشوا بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم . .
عرض المزيد