تحميل كتاب الإسلام على الإنترنت pdf والحق يقال، فإنَّ الدعوة عبر الإنترنت قد صارت لها سوق رائجة بين الدعاة، ولمن لا يحسنون مواجهة الناس والخطابة بهم أو ملاقاتهم، وخصوصاً أنَّ الإنترنت من أكثر الوسائل في المجتمعات العالمية استخداماً، ومن أكثر الطرق التي تفيد في مجال الاستمرار الدعوي والتأثير على الناس وطبيعة المدعوين، وهو من أقل الأعمال الدعوية كلفة فقد صار إدخال الإنترنت في البيت من الأشياء السهلة المنال، فحتَّى البيوت الفقيرة دخلها الإنترنت! وبناء على ما ذكرت ، فإنَّ على كلَّ من لديه شيء من العلم والمعرفة أن يستخدم ذلك العلم ويبثَّه في واقع الناس، وينشره بين العالمين، وطالما أتذكر كلمة كان يقولها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمة الله عليه ـ أنَّ الدعوة الإسلامية التي تقرِّب الناس إلى الله :(فرض عين على كل مسلم قادر، وليست فرض كفاية في هذا الزمان) فدخول الداعية الذي منَّ الله عليه بشيء من العلم والمعرفة والثقافة الإسلامية الراسخة وقيامه بواجب الدعوة ونشر العلم من خلال هذه الشبكة المعلوماتيَّة، واجب لا مناص منه ، بل لا اعتذار لمن لم يقدر على الدعوة المباشرة للجمهور، فيمكن لأي شخص مقتدر ومتعلِّم الدخول في هذا الميدان، وهنيئاً لمن استشعر هذه المسؤوليَّة، لينال الدرجة الرفيعة من الله القائل:(ومن أحسن قولاً ممَّن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنَّني من المسلمين). قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "قال الحسن البصريُّ لما تلا هذه الآية: هذا حبيب الله, هذا وليُّ الله, هذا صفوة الله, هذا خِيرَة الله, هذا أحبُّ أهل الأرض إلى الله, أجاب الله في دعوته، ودعى الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحًا في إجابته، وقال: إنني من المسلمين. هذا خليفة الله". ولقد قال تعالى:(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). وقال صلَّى الله عليه وسلَّم:(نضَّر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأدَّاها إلى من سمعها ) أخرجه أبو داود والترمذي وصححه ابن حجر والألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً .. ) أخرجه مسلم. وروى البخاري عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( .. فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النَّعم) وفي رواية : ( خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ). * واجبات الداعية إلى الله قبل ولوجه لعالم الدعوة على الإنترنت: يتوجَّب على الداعية قبل ولوجه لعالم الدعوة إلى الله عامة في الإنترنت أو في غيره، أن يخلص عمله لله تعالى وحده، وأن يكون عمله موافقاً ومطابقاً لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يتعلم ما يهمه من أمور دينه، وما لا يسع المسلم جهله، ويتخلَّق بأخلاق الدعاة إلى الله بالرفق والحكمة والموعظة الحسنة ومجادلة الناس بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم، وأن يكون لديه علم يدفع به الشبهات، وصبر يدفع به الشهوات، وأن يكون على مقدرة للدعوة، وعلى صلة دائمة بالكِتَابِ والعلماء، وألاَّ يتحدَّث فيما لا يعلم، وأن ينسب العلم إلى أهله، وأن يصبر على الأذى الذي سيلحقه من جرَّاء دعوته، مع ضرورة تلقي بعض الدورات التدريبيَّة في أساليب ووسائل الدعوة وخصائصها وآدابها، وأن يعرف طبيعة الجمهور الذي سيخاطبه حتى لا يتحدث في فراغ، وأن يدرك ضرورة الحديث عن الأهم قبل المهم ويكون لديه فقه للأولويات في مسائل الدعوة، مع مراعاة أدب الخلاف، والنزول عن الحق إن بان له ذلك، ومعرفة أساليب التواصل الحضاري الدعوي مع الناس، وأخيراً تحديد الوقت المخصَّص للدعوة إلى الله حتَّى لا يقطعه ذلك العمل الدعوي عن واجبات الأخرى في حق الله وأهل وأسرته وأقاربه. فى هذا الكتاب ثروة من المعلومات تهم كل مسلم ومسلمة وهو حصيله بحث امتد اكثر من خمس سنوات مع بدايات التعامل مع الشبكة الدولية للمعلومات .
عرض المزيد