تحميل كتاب موسوعة الموصل الحضارية الجزء الثالث pdf 1992م - 1443هـ الحضارة هي نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي، وتتألف الحضارة من عناصر أربعة: الموارد الاقتصادية، والنظم السياسية، والتقاليد الخُلقية، ومتابعة العلوم والفنون؛ وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق، لأنه إذا ما أمِنَ الإنسان من الخوف، تحررت في نفسه دوافع التطلع وعوامل الإبداع والإنشاء، وبعدئذ لا تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضي في طريقه إلى فهم الحياة وازدهارها وباختصار الحضارة هي الرقي والازدهار في جميع الميادين والمجالات. ترتكز الحضارة على البحث العلمي والفني التشكيلي بالدرجة الأولى، فالجانب العلمي يتمثل في الابتكارات التكنولوجيا وعلم الاجتماع فأما الجانب الفني التشكيلي فهو يتمثل في الفنون المعمارية والمنحوتات وبعض الفنون التي تساهم في الرقي. فلو ركزنا بحثنا على أكبر الحضارات في العالم مثل الحضارة الرومانية سنجد أنها كانت تمتلك علماء وفنانين عظماء. فالفن والعلم هما عنصران متكاملان يقودان أي حضارة. وفي اللغة العربية هي كلمة مشتقة من الفعل حضر، ويقال الحضارة هي تشييد القرى والأرياف والمنازل المسكونة، فهي خلاف البدو والبداوة والبادية، وتستخدم اللفظة في الدلالة على المجتمع المعقد الذي يعيش أكثر أفراده في المدن ويمارسون الزراعة، التعدين، التصنيع على مستوى مصغر، والتجارة. على خلاف المجتمعات البدوية ذات البنية القبلية التي تتنقل بطبيعتها وتعتاش بأساليب لا تربطها ببقعة جغرافية محددة، كالصيد مثلاً، ويعتبر المجتمع الصناعي الحديث شكلاً من اشكال الحضارة. تعتبر لفظة حضارة مثيرة للجدل وقابلة للتأويل، واستخدامها يستحضر قيم (سلبية أو ايجابية) كالتفوق والإنسانية والرفعة، وفي الواقع رأى ويرى العديد من أفراد الحضارات المختلفة أنفسهم على أنهم متفوقون ومتميزون عن أفراد الحضارات الأخرى، ويعتبرون أفراد الحضارات الأخرى همجيين ودونيين. و يذهب البعض إلى اعتبار الحضارة أسلوب معيشي يعتاد عليه الفرد من تفاصيل صغيرة إلى تفاصيل أكبر يعيشها في مجتمعه ولا يقصد من هذا استخدامه إلى احدث وسائل المعيشة بل تعامله هو كإنسان مع الأشياء المادية والمعنوية التي تدور حوله وشعوره الإنساني تجاهها. ومن الممكن تعريف الحضارة على أنها الفنون والتقاليد والميراث الثقافي والتاريخي ومقدار التقدم العلمي والتقني الذي تمتع به شعب معين في حقبة من التاريخ. إن الحضارة بمفهوم شامل تعني كل ما يميز أمة عن أمة من حيث العادات والتقاليد وأسلوب المعيشة والملابس والتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية ومقدرة الإنسان في كل حضارة على الإبداع في الفنون والآداب والعلوم. و للتعرف على حضارات الشعوب تُدرس العناصر التالية: طرق العيش والظروف الطبيعية. الوضع الاقتصادي. العلاقات الاجتماعية بين فئات المجتمع. أنظمة الحكم السائدة. الإنجازات العلمية والثقافية والعمرانية. إنَّ دراسة تاريخ الأُمة الحضاري بصورة عميقة وشاملة، قد تتطلب البدء بدراسة تاريخ المدن التي ساهمت بنشأة تلك الحضارة؛ لأَنَّها كانت بمثابة المراكز التي نمت في داخلها بذور الحضارة، وترعرعت على يد أبنائها قيمها وأشكالها المختلفة. وكانت الموصل إحدى أقدم المدن العراقية التي حملت مشعل الحضارة. وكتاب موسوعة الموصل الحضارية – هاشم يحيى الملاح (5 أجزاء) ( هاشم يحيى الملاح مؤرخ واستاذ في جامعة الموصل متخصص بالتاريخ العربي الاسلامي. ولد المؤرخ الأستاذ الدكتور هاشم يحيى الملاح في مدينة الموصل سنة 1940 ، وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها ثم التحق بكلية الحقوق /جامعة بغداد وتخرج منها سنة 1962 .. وفي سنة 1963 حصل على دبلوم الدراسات العليا في الشريعة الإسلامية من كلية الحقوق /جامعة القاهرة ،وبعدها على دبلوم الدراسات العليا في القانون العام من الكلية ذاتها. .
عرض المزيد