تحميل كتاب إيليا أبوماضي pdf 2006م - 1443هـ ديوان إيليا أبوماضي 3 من دواوين شعر الناشر : دار ومكتبة الهلال إيليا أبو ماضي شاعر رومانسي حالم, أحب الطبيعة فغناها أجمل شعره, ورأى في هدوئها وروعتها ماتقر به نفسه. أعجبته بساطتها وجمالها وبعدها عن أدران الحياة وأكدارها. فكان ينشد الراحة بين أفيائها, والهدوء بين مناظرها, فألهمته صورًا رائعة, وأخيلة مجنحةو ومعاني تسمو بالإنسان إلى مراتب السمو والجلال. وكان لبنان في نظر أبي ماضي خُريدة نفيسة من خرائد الزمان, ودرة غالية من درر الكون, فلا شمس تشبه شمسه, ولا ماء أعذب من مائه, ولا جبال أكثر شموخًا من جباله, ولا سهول أمرع من سهوله. وفوق كل ذلك كله, فلبنان أبي ماضي كان انفتاحًا على الحضارة, وتفاعلاً إنسانيًا, ووحدة مشتركة تصهر جميع أبنائه في بوتقة واحدة لا زيف فيها ولا خلاف ولا ضغينة. وأحب شاعرنا الحياة وتفاءل بها فإذا هو نهر ينساب في الغدران, وروض رياض يفوح عطرًا وعبيرًا, ونجم ساطع يمزق جلباب الظلام, وفجر يشع على الكون حبًا وبشاشة ونورًا. ولم يدع أبو ماضي فرصة إلا ودافع بشعره عن مظلوم, أو انتصر لصاحب حق. أو زال كرب مكروب. أو شد أزر ضعيف. وإذا كان شعراء المهجر قد ترددوا بين أفكار هندوسية, وصوفية وحلولية وماورائية, فإن أبا ماضي قد وجد الواقعية ملاذًا له يلجا إليه كلما عصفت به هواجس النفس, ووجد في مقولته الشهيرة "لا أدري" خلاصًا من جحيم العجز والحيرة والغموض................ فما أعذب كلماته عندما يقول : أيقظ شعورك بالمحبة ان غفا لولا الشعور الناس كانوا كالدمى أحبب فيغدو الكوخ كوخاً نيراً أبغض فيمسي الكون سجناً مظلما ما الكأس لولا الخمر غير زجاجة والمرء لولا الحب الا أعظما لو تعشق البيداء أصبح رملها زهراً وصار سرابها الخداع ما لو لم يكن في الأرض الا مبغض لتبرمت بوجوده وتبرما أحسن وان لم تجز حتى بالثنا أي الجزاء الغيث يبغي ان همى من ذا يكافىء زهرةً فواحةً أو من يثيب البلبل المترنما؟ يا صاح خذ علم المحبة عنهما اني وجدت الحب علماً قيما "كُنْ بَلْسَمًا إِنْ صَارَ دَهْرُكَ أَرْقَمَا وَحَلَاوَةً إِنْ صَارَ غَيْرُكَ عَلْقَمَا إِنَّ الْحَيَاةَ حَبَتْكَ كُلَّ كُنُوزِهَا لَا تَبْخَلَنَّ عَلَى الْحَيَاةِ بِبَعْضِ مَا .. أَحْسِنْ وَإِنْ لَمْ تُجْزَ حَتَّى بِالثَّنَا أَيَّ الْجَزَاءِ الْغَيْثُ يَبْغِي إِنْ هَمَى؟ مَنْ ذَا يُكَافِئُ زَهْرَةً فَوَّاحَةً؟ أَوْ مَنْ يُثِيبُ الْبُلْبُلَ الْمُتَرَنِّمَا؟ يَا صَاحِ خُذْ عِلْمَ الْمَحَبَّةِ عَنْهُمَا إِنِّي وَجَدْتُ الْحُبَّ عِلْمًا قَيِّمَا أَيْقِظْ شُعُورَكَ بِالْمَحَبَّةِ إِنْ غَفَا لَوْلَا الشُّعُورُ النَّاسُ كَانُوا كَالدُّمَى .
عرض المزيد