تحميل كتاب إرشاد العباد للاستعداد ليوم الميعاد pdf 2005م - 1443هـ المَعَاد، أصل من أصول الدين الرئيسية في الديانة الإسلامية، ويراد به الإيمان ببعث الناس يوم القيامة. ويؤكد هذا الأصل أن جميع البشر سيعاد بعثهم يوم القيامة ليقفوا أمام ساحة العدل الإلهي لينال المحسنون منهم ثوابهم وينال الكافرون والظالمون جزاءهم العادل. ويحظى المعاد في الثقافة الإسلامية بأهمية كبرى استوعبت كما وافراً من الأحاديث الشريفة ومن آيات القرآن الكريم حتى بلغ عدد الآيات التي تحدثت عن المعاد وخصوصياته والأمور المتعلقة به ما يقارب ثلث القرآن الكريم. ولاريب أنّ للإيمان بهذا الأصل انعكاسات إيجابية على سلوك الإنسان المسلم وحثّه نحو فعل الخير وسلوك سبيل الصالحين والالتزام بقيم السماء وقوانينه الشرعية والتحلي بمكارم الأخلاق. وهناك عدة تصويرات للمعاد كالمعاد الجسماني الصرف، والمعاد الروحاني، والمعاد الجسماني والروحاني معا. وقد واجه القول بالمعاد مجموعة من الإشكالات والتشكيكات، من أبرزها ما يتعلق بإمكان المعاد عقلاً وتحقق المعاد وإمكان وقوعه. ومن التساؤلات التي أثيرت بوجه القائلين بالمعاد: شبهة الآكل والمأكول، وشبهة إعادة المعدوم، والشبهة التي ترتبط بعلم الله تعالى وقدرته وهل العلم الإلهي بهذه الشمولية والسعة بحيث يتمكن من تشخيص ومعرفة الأجساد المعادة؟. وقد حاول القرآن الكريم معالجة هذه الإشكالات والردّ على التساؤلات المطروحة وتنفنيدها وإثبات إمكانية المعاد وانسجامه مع القواعد العقلية، وذلك من خلال ذكر نماذج مشابهة للمعاد وقعت في عالم الدنيا من قبيل إحياء بعض الناس، وبعض الحيوانات وإعادة الحياة إلى الأرض الهامدة والنباتات اليابسة بعد جفافها واندثارها تحت ركام التراب. وقد أقام المتكلمون مجموعة من البراهين لإثبات إمكانية المعاد عقلا من خلال البراهين العقلية من قبيل دليل وبرهان الحكمة، دليل وبرهان العدالة، برهان الرحمة. وقد ناقشت المدرسة المشائية وعلى رأسها الفيلسوف الكبير ابن سينا في إمكانية المعاد الجسمانية وقالوا بعدم إمكانية إثباته عقلا، مع تعبدهم بثبوته تمسكا بالآيات والروايات التي أكدته، بل القول بضرورة الإيمان به استناداُ إلى ذلك الدليل النقلي الوارد عن المعصومين (عليهم السلام). أما الملا صدرا الشيرازي فقد حاول الجمع بين ما توصلت إليه الفلسفة المشائية وبين الدليل النقلي (قرآنا وسنّة) من خلال طرحه لنظرية المعاد الجسماني وعودة الروح بجسم مثالي. قال المؤلف رحمه الله : « فإني لما نظرت في غفلتي عن اكتساب الزاد المبلغ ليوم المعاد ورأيت أوقاتي قد ضاعت فيما لا ينفعني في معادي ورأيت استعصاء نفسي عما يؤنسني في رمسي لا سيما والشيطان والدنيا والهوى معها ظهير؛ فعزمت على جمع ما تيسر من الكتاب والسنة وكلام العلماء والحكماء والزهاد والعباد مما لعله أن يكون سببًا نافعًا حاثًا لي وإخواني من المسلمين الذي أصيبوا مثلي بضياع أوقاتهم فيما لا ينفع ولا يجدي على الاستعداد والتأهب ليوم المعاد ». .
عرض المزيد