تحميل رواية السامفونيا الراعوية pdf 1985م - 1443هـ سألتني: هل صحيح أن الأرض جميلة كما تخبر هذه الطيور؟ ولماذا لا تفسره بشكل أعم وأوسع؟ أو لماذا لا تقوله أنت لي؟ لعلك تخشى أن تسبب لي اكتئاباً كونك تعلم عجزي عن رؤيته؟ تكون على خطأ، فإنني أصغي جيداً إلى هذه الكائنات وأخالني أفهم كل ما تقوله في أصواتها. فقلت وأنا أتوخى تعزيتها: "الذين يبصرون لا يستطيعون أن يسمعوها بالقوة التي تحسينها أنت، يا عزيزتي". فأضافت: "ولماذا لا تغرد باقي الحيوانات"؟ غدت أسئلتها مثار حيرتي أحياناً، وكنت أمكث حيالها بعض الوقت مرتبكاً إذ أصبحت تحملني على التفكير في ما كنت حتى هذه الساعة أتقبله بسهولة، ودون أن يثير اهتمامي. وهكذا قدرت، ولأول مرة، أن بهجة الحيوان نسبية، وأن كتابته بقدر التصاقه بالأرض وثقل جسمه. ورحت أعمل على إفهامها هذا الواقع، فانتقل من بعده إلى التحدث إليها عن السنجاب وألعابه. ثم سألتني إذا كانت حيوانات أخرى تطير، أو أن ذلك يحصر بالطيور دون سواها. فقال: والفراش هو كذلك يطير. قالت: ويغرد مثلها؟ قلت: له طريقته الخاصة والمختلفة في التعبير عن فرحة، وهي مرسومة على أجنحته. وأخذت بهد ذلك أصف لها تنوع الألوان في جسم الفراش. .
عرض المزيد