تحميل كتاب الترغيب والترهيب من الحديث الشريف(العلميه) pdf 2003م - 1443هـ من الأساليب القرآنية المندرجة تحت مسمى باب التقابل -وهو من أساليب البلاغة العربية- أسلوب الترغيب والترهيب، وهو أسلوب بارز في القرآن. ولا غرو في ذلك، فالقرآن الكريم كتاب دعوة في الأساس، وهذا الأسلوب من أنجع الأساليب في الدعوة؛ لاعتماده على عنصري الثواب والعقاب، اللذين علم الله من طبيعة البشر أنهما يشكلان حافزاً قويًّا؛ للإقبال على كل ما هو نافع، والانكفاف عن كل ما هو ضار. والمراد من أسلوب الترغيب والترهيب من حيث الجملة، أن يذكر القرآن ما يتضمن ترغيباً في القيام بعمل يرضى الله عنه ورسوله، ثم يتبعه ما يتضمن ترهيباً من القيام بعمل يُغضب الله ورسوله. وقد يكون العكس، فيبدأ القرآن بذكر ما فيه ترهيب، ثم يردفه ما فيه ترغيب. موقف المفسرين من هذا الأسلوب وقد أكد كثير من المفسرين -المتقدمين منهم والمتأخرين- على اعتماد القرآن الكريم على أسلوب الترغيب والترهيب؛ فهذا الزمخشري ينص على أن "من عادته عز وجل في كتابه أن يذكر الترغيب مع الترهيب، ويشفع البشارة بالإنذار". ويذكر ابن كثير أنه "كثيراً ما يقرن الله تعالى بين الترغيب والترهيب في القرآن...فتارة يدعو عباده إليه بالرغبة، وصفة الجنة والترغيب فيما لديه، وتارة يدعوهم إليه بالرهبة، وذكر النار وأنكالها وعذابها والقيامة وأهوالها، وتارة بهذا وبهذا؛ لينجع في كل بحسبه". ويذكر أبو السعود أن "من السُّنة السنيَّة القرآنية شفْعُ الوعد بالوعيد، والجمع بين الترغيب والترهيب". والآلوسي بعد أن يأتي على تفسير موقف قوم موسى عليه السلام، وطلبهم من موسى أن يدعو ربه بأن يخرج لهم {مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها} (البقرة:61)، يُتبع ذلك، بقوله: "لما انجر الكلام إلى ذكر وعيد أهل الكتاب، قرن به ما يتضمن الوعد؛ جرياً على عادته سبحانه من ذكر الترغيب والترهيب". وبعد أن يأتي الشوكاني على تفسير الآيات الواردة في حق الكفار والمنافقين في بدايات سورة البقرة، ينتقل للحديث عن الآيات الواردة في حق المؤمنين، فيقول: "لما ذكر تعالى جزاء الكافرين، عقبه بجزاء المؤمنين؛ ليجمع بين الترغيب، والترهيب، والوعد، والوعيد، كما هي عادته سبحانه في كتابه العزيز". ويؤكد ابن عاشور هذا المنحى، ويعتبر أن من "عادة هذا الكتاب المجيد مداواة النفوس بمزيج الترغيب والترهيب". وعبارات المفسرين في هذا الشأن أكثر من أن تحصر. الغرض من هذا الأسلوب ثم إن المفسرين، يذكرون أن غايته سبحانه من الجمع بين أسلوب الترغيب والترهيب "تنشيط عباده المؤمنين لطاعاته، وتثبيط عباده الكافرين عن معاصيه". ويرى بعضهم أن الغاية من هذا الأسلوب أن "يكون العبد راغباً راهباً، خائفاً راجياً"، و"لتبقى النفوس بين الرجاء والخوف". ويذهب فريق ثالث إلى أن الدافع إلى هذا الأسلوب، هو "أن مطامع العقلاء محصورة في أمرين، هما: جلب النفع ودفع الضر"، والطريق إلى تحصيل هذين الأمرين إنما يكون باتباع أسلوب الترغيب والترهيب. وثمة فريق يذكر أن الغرض من هذا الأسلوب إيفاء "حق الدعوة بالتبشير والإنذار"؛ إذ إن الدعوة -أية دعوة- لا تؤتي ثمارها إلا إذا سلكت أسلوب الترغيب والترهيب، ولو اعتمدت على واحد دون الآخر لما حققت شيئاً مما تدعو إليه، وتعمل لأجله. ولا جرم، فإن كل ما ذكره المفسرون من غاية هذا الأسلوب لا تعارض بينه، بل كل صالح لاعتباره غاية مرعيَّة، ومقصداً مبتغاً من وراء أسلوب الترغيب والترغيب. الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، أحد الكتب الحديثية التي جمعت الأحاديث النبوية الخاصة بالترغيب و الترهيب، جمعها الحافظ عبد العظيم المنذري من كتب الحديث و ضمها في أربعة مجلدات. .
عرض المزيد