تحميل كتاب الفوائد لابن منده / ج1 pdf 2002م - 1443هـ جاء في مقدمة الكتاب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، الحمد لله الذي خلق الإنسان من سلالة من طين، ثم جعله نطفة في قرار مكين ثم جعل هذه النطفة علقة، ثم جعل هذه العلقة مضغة، ثم خلق المضغة عظاما، ثم كسا العظام لحما، ثم أنشأ هذه العظام إنسانا يتحرك في الحياة ويعبد الله تعالى تارة مطيعا وتارات أخرى عاصيا، ثم أرسل إليه الرسل والديانات وجعل له الطريق الحق واضحا جليا ولم يعمى عليه الحق ويجعله خفيا، فتبارك الله رب العالمين خالها ورازقا. إن المتأمل في حال هذه الأمة الإسلامية يرى العجب العجاب وبخاصة إذا كان طرفيها المتناقضين، ذاك الطرف الأبيض الناصع الظاهر، وهاتيك المظلم والخفی، طرفها الأول الذي فيه سيد الخلق محمد ، وصحابته الكرام، وذاك النور الذي ما يزال يشع لنا منهم ومن تلاميذهم الكرام فكل يوم نرى في التراث الإسلامي درة ثمينة تحكي لنا عن هذا التاريخ المجيد تاريخ السيادة والعزة والإباء، تاريخ الكرامة والشرف لا تاریخ الجبن، والخور رحم الله الصحابة الكرام وسيد الأنام وهؤلاء السلف الكرام. وهذا الكتاب الذي معنا يعد من تلك الدرر الثمينة، ويعد صاحبه من أهل العلم ومن أسر العلم التي طالما انتشرت في ماضينا المجيد أو قل بالأحرى ماضيهم المجيد، إن القارئ لتاريخ الأمة الإسلامية قديما ليشاهد بين قراءته نورا يشع من فهم الصحابة الكرام لهذا الدين، وإذا توقفنا مع بعض النماذج في حياة النبي لا عندما قال لأهل المدينة: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل العصر في بني قريظة». وسار الصحابة الكرام طالبين ذاك الرضا الإلهي في سماع أمر النبي ، وصلى بعضهم في الطريق مدركين أن الغاية من الأمر هو الذهاب إلى هناك وأن ذلك ليدل على سعة فهم هؤلاء الكرام لدينهم. .
عرض المزيد