نظر ذلك الرجل الأشيب إلى شارعٍ ممتدٍ، فوقف وأخذ ينظر إليه بحنين بالغ وشوق كبير، اتكأ على عصاه فكان مشهده ينم عن الضعف، لم يشعر العريان يوما بأن أُستاذه أكبر منه بربع قرن إلا في تلك اللحظة، فقد طَوَتْهُ السُّنون وجعلته شيخًا هرمًا، فقال: لِنَسرْ في هذا الشارع.. ومضى متكئًا على عصاه وقد تغير حالُهُ وظهرَ حقًا أنه ابن الخامسة والخمسين، ومن يره الآن يؤمن أنّ شبابه قد ولى بعيدًا، وأن الرَّجل صاحب الفكاهة وروح الشباب قد انسلخ عجوزًا، إلى أن وقف أمام بيت مؤصدة أبوابه، فرفع رأسه إلى نافذة البيت التي كانت مغلقة أيضا، وقال بصوت مشجٍ متهدج يُظهر الإنسان الضعيف: - إنها هنا.. هذه دارها، من يدري؟ لعلها خلف هذه النافذة..! - من هي؟ - هي...هي هنا..!
عرض المزيد
الزوار ( 1464 )
شارك هذا الكتاب
حقوق النشر محفوظة
الكتاب غير متوفر علي مكتبة فور ريد للحفاظ علي حقوق المؤلف ودار النشر
الكتاب متوفر للمراجعة والإقتباس فقط للقراء
البحث عن كتاب أخر
الكتاب غير متوفر علي مكتبة فور ريد للحفاظ علي حقوق المؤلف ودار النشر
الكتاب متوفر للمراجعة والإقتباس فقط للقراء
البحث عن كتاب أخر
كن أول من يكتب مراجعة لهذا الكتاب
أضف مراجعة
هل أعجبك شيء في هذا الكتاب؟ شاركنا بعض المقتطفات من اختيارك، و سوف تكون متاحة لجميع القراء. للقيام بذلك، فضلا اضغط زر أضف مقتطفاً.
أضف إقتباس