تحميل كتاب الحكم العدل لتقديم العقل pdf إذا عرف المؤمن معنى هذين الاسمين لاحت له أنوارهما فأشرق بهما فؤاده، فرأى به ما لا يراه الناظرون بأبصارهم، وسمع به ما لا يسمعه السامعون بآذانهم ومشى بهذا النور بين الناس موفقاً في أقواله وأفعاله، ينطق بالحكمة، ويتصرف وفق ما يمليه عليه دينه وضميره، فيكون موافقاً شرع الله في حكمه ومنهجه. فالحكم : صفه ذاتية لله ـ تبارك وتعالى ـ لا يماثله فيها ولا في سائر أسمائه وصفاته أحد، فهو الذي قد أحكم كل شيء صنعه وأبدعه، وهو الذي يفصل بين الحق والباطل بحكمه العادل، المجازي كل نفس بما كسبت، وهو الذي لا يقع في وعده ريب، ولا في فعله عيب. بحث عن العدل قال المُصنِّف وفقه الله : «ولما كان تقديم العقل من قواعد المُبتدِع فيما يدعُو إليه من البدع يُقعِدُه صاحبُ الابتداع ليُقنِع به الأتباع؛ فمن اقتنعَ بتقديم العقل ابتدَع وردَّ النقل؛ لأنه بابٌ للدخول إلى ردِّ قول الله والرسول، وبه يُفتح المجال لقبول آراء الرجال فلا يبقى سبيلٌ لقبول التنزيل. ولهذا الأخطار كتبتُ هذه الأسطار». .
عرض المزيد