تحميل كتاب فرضية الدعوة إلى الله pdf فرضية الدعوة إلى الله الكتاب: محمد علي محمد إمام تعريف الدعوة إلى الله كما قال ابن تيمية: هي الدعوة إلى الإيمان به وبما جاءت به رسله بتعديلهم فيما أخبروا به وطاعتهم فيما أمروا 1. الدعوة: لغة من دَعَوَ، دعا أن تميل الشيء إليك بصوت وكلام يكون منك. والامالة هنا مقتصرة على شيئين: الصوت والكلام اللذين يخرجان من محدثهما قال تعالى: "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إني من المسلمين" تفهم أن الله فضل من دعا إليه بأنه أحسن قولا ممن لم يدعى إليه. قال تعالى: "ادع إلى سبيل ربك" والذي يقوم بأمر الدعوة ويحمل عبئها ليبلغها إلى الناس هوالذي يطلق عليه الإسلام الداعي أو الداعية للمبالغة والتكثير. يقول الهضيبي: الدعوة الاسلامية دعوة تشمل الحياة كلها تدخل على الانسان تغير من عقيدته كما غيرت من عبده الأوثان، تدخل في قلوب الناس فتنير بصائرهم وتريهم الحق. حكم الدعوة إلى الله: هي واجب على كل مسلم ومسلمة قد تؤدى بصورة فردية أو جماعية قال تعالى: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" قال الامام ابن كثير: أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن وإن كان واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه، قال عليه السلام: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. بطريقة جماعية لأصل الكفر والوثنية وفي شرح "كونوا ربانيين" قال مجاهد هم الذين يأمرون بالمعروف شبهات واعتراضات: قد يتوهم البعض أن واجب الدعوة إلى الله لا يلزمه لأنه ليس من رجال الدين وإن الواجب واجب كفائي يجب على العلماء لقوله تعالى: "ولتكن منكم أمة" أ. قيل أن من هنا للتبعيض قيل أن من هنا للتبين ب. وقيل أن العلم هنا بأي مسألة أصبح بها الداعية عالما فعليه أن يأمر وينهي ج. أما أنه فرض كفاية فقوله تعالى: "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني" سبحان الله بأن الداعي يؤجردون القاعد إن الفرض الكفائي قد يكون بتحقق الدولة الاسلامية أما بحالة انتشار الفساد فإننا بحاجة إلى أمر ونهي. لماذا ندعو وقد انتشر الفساد؟ ما دام هناك قبول للدعوة فلا بد استمرار الوعظ والارشاد والدعوة إلى الله ليحيا من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة. فعن غزوة أحد (رسول الله أمرهم بطلب العدو ولا يخرج إلا من شهد القتال "اللهم ارحم بني سلمة" يقول الكيلاني : سبحان من ألقى في قلبي نصح الخلق وجعله أكبر همي) • ثمار الدعوة إلى الله تعليل تكليف المسلم بالدعوة إلى الله: 1. لا بد للمسلمين من النهوض بعد النبي عليه السلام للتبليغ بدعوة الاسلام ليخرجوهم من الظلمات إلى النور ليمدوا إليهم يدا كريمة تنقذهم مما هم فيه من رجس الشرك والوثنية. ييان الأمر في فرضية الدعوة: أولاً: أدلة فرضية الدعوة: استدل العلماءُ على أن الدعوة فرض (واجب) بما يلي: قوله - تعالى ذكره -: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110]؛ يقول صاحبُ كتاب أصول الدعوة: (فهذه الآية أفادَتْ معنَييْنِ؛ الأول: خيريَّة هذه الأمة، والثاني: أنها حَازَتْ هذه الخيريَّةَ لقيامها بوظيفةِ الأمرِ بالمعروفِ والنَّهي عن المُنكَر)[4]. قوله تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108]؛ يقول ابنُ كثير - رحمه الله تعالى -: (يقول الله تعالى لرسولِه صلى الله عليه وسلم آمرًا له أن يخبرَ الناس أن هذه سبيلُه؛ أي: طريقُه ومسلكه، وسنَّته، وهي الدعوةُ إلى شَهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ يدعو إلى اللهِ بها على بصيرةٍ مِن ذلك، هو وكلُّ مَن اتَّبَعه...)[5]. قوله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2]، يقول صاحبُ كتاب أصول الدعوة: (هذا دليلٌ آخرُ على مشروعيَّةِ التجمُّع والدعوة الجماعية، ووجوبها..). قولُه صلى الله عليه وسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((مَن رأى منكم منكَرًا، فليُغيِّرْه بيده، فإن لم يستطِعْ فبلسانِه، فإن لم يستطِعْ فبقلبه، وذلك أضعفُ الإيمان))[6]. .
عرض المزيد