تحميل كتاب الجمعة آداب وأحكام pdf لقد عُني الإسلام عناية بالغة بأمر الجمعة، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة:9]. وعاب على أولئك الذين تشاغلوا عنها، وآثروا التجارة عليها فقال:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة:11]. ومنذ أن شرع الله تعالى صلاة الجمعة ورسول الله عليه الصلاة والسلام حفيٌّ بها، محافظ عليها، كثير التأكيد على المسلمين بأدائها، كثير النهي عن التهاون بها. فيوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، ومما يدل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا» (رواه مسلم [1410] [4/326]). وفي يوم الجمعة ساعة من دعا الله فيها استجيب له، ففي حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» (رواه النسائي [1414] [5/305] وأحمد [7489] [16/30] وصححه العلَّامة الألباني في سنن النسائي برقم: [1431]). وليوم الجمعة من المزايا والفضائل ما يضيق عن الحصر، ولنذكر هنا بعضاً من مزاياه وفضائله إضافة إلى ما تقدم ومنها: أن من مات فيه أو في ليلته -وهو مؤمن- وُقي فتنة القبر وعذابه، لما رواه أحمد والترمذي عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ» (رواه الترمذي [994] [4/242] وأحمد [6294] [13/332] وحسنه العلّامة الألباني في مشكاة المصابيح برقم [1367]). ولذلك فإن من الجدير بكل مسلم أن يحرص على الجمعة، ويحافظ عليها ويؤدي ما أمر به فيها على سبيل الوجوب أو الندب، ومن مزايا هذا اليوم أنه ينبغي فيه: 1- الإكثار في يومها من قراءة القرآن والذكر والدعاء والمناجاة، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي كل ذلك قد وردت السنة، ومن ذلك قراءة سورة الكهف في ليلتها ويومها. 2-كما يطلب من المسلم قبل الخروج لصلاة الجمعة الغسل والسواك والتطيب ولبس أحسن ما لديه من الثياب وأنظفها,ففي الحديث: «إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ» (صحيح البخاري [828] [3/390] ومسلم [1393] [4/304]). 3- ويندب الأخذ من الشعر وقص الأظافر في يومها. 4- ويندب أن يقرأ في صلاة صبحها بسورتي: "السجدة والإنسان بعد الفاتحة". 5- ويندب التبكير بالذهاب إلى الجامع فعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً, وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتْ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» (رواه البخاري [832] [3/396] ومسلم [1403] [4/316]). .
عرض المزيد