تحميل رواية مارتجلو، ذاكرة الحراز pdf لم تكن (كِيرَا) مثل (نَوَّاَرْ) أو سلوى، فكيرا سليلة للسلاطين والملوك!.. عندما تتكلم يحلق (الوِّزين) و(الغارنوق) مظللاً أرض الوادي، وعندما ترقص في الاحتفالات التي تؤمها كل الشعوب العاشقة، تسلب أولاد القبائل لبهم، وتنشب الحروب، ويموت فى ذلك اليوم ألف فارس!
جمالها البَّري، البرئ، حطم أفئدة شباب الوادي.
لم تكن كيرا تبالي بالاعجاب الذي تراه في عيونهم، كانت كنَوَّاَرْ، كأنها تنتظر عاشقاً ما، من بلاد ما، لاشئ فيها غير العشق والعشاق!
إلى أن أتى ذلك الفتى ذو الساق الواحدة، على ظهر ناقته الشهباء، من شمال إفريقيا، متقدماً الزحف (الكسوفري) بثلاث ليال ونهار!
حينها لم يكن الغَسَّق قد ألقى بظلاله التفاحية على أهداب الوادي المحاصر بجواري كيرا، والتي كانت قد توستطهن وهى تستحم!
أناخ الفارس المعقور راحلته الشهباء خلف قوز (الدُّخن) ومستنداً على رمحه مضى في قفزات صغيرة.. اختبأ عند دغل في شفة الوادي، وأخذ يتلصص على جسد كيرا، في اندياح المياء!..
كان مسحوراً ومأخوذا ً بها، هو الذي خبرته صحارى شمال إفريقيا بسباسبها ووهادها، وأدمن حب النساء الهلاليات والعامريات، اللاتي لطالما خاض في سبيلهن المعارك الضروسة، والحروب التي تلد آخريات! حتى عُقرت ساقه!
لكن لم يسحر كما الآن!
كان جمال الكيرا نبوياً، برياً، بريئاً وساحراً.. وناعماً كالحرير.. فاتناً بالتفافاته وتكوراته الحميمة، التي تكشف عن تمرد لذيذ، وعنفوان أقوى من شلالات مارتجلو، ساورا، قلول وسوني التي تخاصر الوادي.
تقلدت الكيرا وصوحيباتها حلِّيهن الخرَّزية والعاجية وسوَّين من (السعف) و(الودع) و(الأصداف) حول خصورهن، وتعطرّن بالرَّيحان البَّرِّى ومضين يتخللن (جناين الموالح) ميممات شطر (الحلة)!
وفي منتصف الدَّرب الذي نهضت على ضفتيه الأشجار والزروع، برز ذلك الفارس المعقور للكيرا، دهشت وصويحباتها للحظة كأنهن شاهدن نفراً من الجِّن!
ومن ثم جرَّى الحديث متسائلاً، ثم مستفسراً، فمستجياً وتحوًل إلى وجد ملتهب –فيما بعد– سار بصيته الرِّكبَان!
ومع ذلك لم يجرؤ هؤلاء (الرِّكبان)، ولم تجرؤ جواري (الكيرا) على إذاعته؟!..
فظل سرًِيا، حميماً. ولم تجرؤ تلك العرَّافة (الحيزَّبون) (الميرم) على مجرد التلميح به، إلا إذا شاءت الكيرا نفسها..
كان سراً شائعا، لكنه سرِّيا تماما!ا.. الجميع يعرَّفونه، لكن لايجرؤن على مجرد الهمس به! فلا أحد يستطيع القول (أن بنت السلطان عزباء!)