تحميل كتاب الخصوصية والعالمية في الفكر الإسلامي المعاصر pdf يعالج الشيخ طه العلواني من هذا الكتاب قضايا التعددية والتنوعية، والخصوصية والعالمية، وثنائية الأنا والآخر، الآخر الداخلي والآخر المختلف، من منظور تلتمع في ثناياه رؤيا منهاجية معرفية. ولذلك يمكن أن توصف هذه الأبحاث بأنها معالجات منهاجية معرفية فقهية للخصوصية والعالمية، وربما نجد مثل هذه المحاولة في تراثنا الفقهي، غير أنها تفتقر إلى المقاربة المنهاجية المعرفية، ولا تحرص على الإفصاح عن ثغرات المواقف الفقهية، وتعبيرها عن النمط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي السائد في العصر الذي جرت صياغتها فيه.
وهذا ما يجعل كتاب "الخصوصية والعالمية في الفكر الإسلامي المعاصر" متميزاً في رؤيته النقدية لفقه السلف، وتحليله لأثر العوامل التاريخية المختلفة في تكوينه، وبالتالي قصوره عن الوفاء بالدور المترقب منه في العصر الراهن. يكتب الدكتور العلواني: "مما لا شك فيه أن الإسلام اليوم يقدم إلى أهله ولغير أهله بشكل لا يتناسل وعظمته وقدرته، وذلك من خلال فقهاء التراث والفقه الموروث، الذي مثل محاولات فقهائنا في التاريخ معالجة مشكلات مجتمعاتهم الزراعية البسيطة، أو الرعوية، أو ذات التجارة الفردية المعتمدة على التبادل البسيط للمنافع في تلك المجتمعات.
لكن حين يراد لهذا التراث وهذا الفقه أن يستجيب لحاجات معقدة لمثل هذا النوع من المجتمعات المعاصرة واقتصادياتها، فإننا نكلفه ما لا يطيق. وفي نفس الوقت نكلف أولئك الفقهاء ونضع في عقولهم، وعلى ألسنتهم معالجات مفتعلة لقضايا ما عرفوها، ولم يفكروا أن يجتهدوا فيها، فهي مسائل وعلاقات لم تكن في زمانهم، وكيف يقدمون حلولاً لمشاكل لم تخطر ببالهم؟ والقول سوف ينعكس على الإسلام وعالميته انعكاساً سلبياً، فلا ينفي عنه عالميته فحسب بل يظهره بأنه دين لا يصلح إلا لمجتمعات قروية ورعوية بسيط، أو لمجتمعات بادية".
وسيجد القارئ في هذا الكتاب مادة غنية حول الخصوصية والعالمية وغيرها، مشبعة بمرجعية قرآنية، بموازاة توظيف علمي للعناصر الحية من التراث واستدعاء قيمة الإيجابية، وإعادة إنتاج طائفة من مفهوماته ورؤاه.