تحميل رواية شهوة الترجمان pdf جلستُ إلى مكتبي، انتزعت ورقة من طابعة الحاسوب، وكتبت أسماء: دانييلا، فضيلة، فيرا، كريستين وشهرزاد الإلكترونية. ورحت أكتب إلى جانب كلّ اسم ما تكون عليه علاقتي معه. مزّقت الورقة، واستعدت أخرى، قبل أن أمزقها من جديد، متنبهاً إلى فساد هذه الطريقة. كيف لي أن أكتب عنها، وأنا لا أتبين حقيقة مشاعري من كلّ واحدة منهن؟! مع ذلك وضعت اسمَي: فضيلة وفيرا على جنب، إذ كانت تميل علاقتي بهما إلى الوضوح، وإلى نوع من المودة التي تجمعني بفيرا، وإلى نوع من الشفقة ربما بفضيلة.
خرجتُ من مكتبي ممسوساً، غافلاً أو غير مدرك مَن أكون: من أحب؟ هل أحب؟
لكنها كانت أسئلة صالحة لمراهق يتعثر في خطواته الأولى، لمّا ابتسمتْ له أول صبية من على شرفة بيتها، وهو يعلو بنظره إليها من رصيف الشارع الواقع تحت بيتهم. لكنها ليست صالحة لمن هو في عمري، ولمن له علاقات حميمية... إلا أن فيها ما يربكه فلا يحسن قراراً.
أمِن الضروري أن أتخذ قراراً؟ أأنا أستعدّ لقرار زواج لكي أجدني ملزماً بتصفية لعلاقاتي، لمشاعري؟ وما الضير من بقائها كلها؟