تحميل كتاب التقدم في وعي حضارتنا العربية الإسلامية pdf ما انفك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقبل على الحياة، يمجدها، يعززها، فإذا شاهد القمر ناداه: اللهم أهله علينا عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ "، وفي موضع آخر يقول: " إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا ". ولا عجب في ذلك فهذه الروح عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هي روح القرآن الكريم، أفرغت وسكبت في وجدانه عليه الصلاة والسلام، وتلك الروح تنبث في آيات الذكر الحكيم: " فلا اقتحم العقبة" و" السابقون السابقون أولئك المقربون". تلك الروح الواثقة المعززة بالتفاؤل والإيمان بتقوى الله، زينت وكللت تاريخنا، واستطاع سلفنا الصالح وأجدادنا أن يدخلوا بها التاريخ ويبنوا حضارة وارفة الظلال خلال فترة وجيزة ولا شك أن تاريخنا تخللته القمم الباذخة وبعض الوهاد، لكن فكرة التقدم كانت دوماً تغذ السير وتواكب الخطى وتخط صفحات المجد. ونحن في المقبل من هذا المخطوط سنسجل كيف واكبت فكرة التقدم وعينا وسجلت أريج أرواحنا ودقات قلوبنا وأنين عقولنا وزفرات قلوبنا.
عرض المزيد