تحميل رواية عشيق المترجم pdf الرواية مقسمة إلى كتابين, أُنجز منها الكتاب الأول ويقع في 206 صفحات من القطع المتوسط, وهو مقسم, إلى سبعة فصول وستة عشر عنواناً, وتبدأ بتدوين الفتى "يونس بن إيبش الألباني" لسيرة الترجمان العجوز كما أملاها عليه بأسلوب حرص فيه على أن لا يتبع فيه أسلوب الأوائل "حافرا على حافر". محاولات الترجمان الأولى لتدوين تلك السيرة تبوء بالفشل, ربما بسبب شظية من "مرآة الحيرة" التي كان يمسكها الترجمان بيده فتمنعه من البدء بحكايته ليتفرغ لحكايتها.
بعد تأجيل حكاية "مرآة الحيرة", يبدأ السرد بحكاية "إستر", الفتاة اليهودية التي وقع المترجم في غرامها وهو في سن المراهقة. في هذا الفصل يسرد لنا قصة حب مشتعلة بين عاشقين فرقهما السفر إلى إيطاليا لتعلم اللغة الإيطالية واللاتينية بأمر من والده "رشدي" ونصيحة من الراهب بولس. يحاول الابن التملص من السفر بحجج واهية ثم يخبر أمه "سارة" بحبه لإستر ورغبته في الزواج منها, لكنها, وهي المسيحية التي لا تفرق بين المسيحيين واليهود, ترفض طلبه بشدة. لتتوالى بعدها حكايات تنقل لنا صوراً ومشاهد حية من تاريخٍ ماض تقع حدوده بين زمنين أو عصرين لهما علاقة بما نكابده اليوم.
يحمل عنوان الرواية اللافت والمراوغ مفاجأة فهو يعطي معنىً سلبياً لدى كثير من المتلقين, لكنه يتكشف عن مدلوله في النهاية. والعنوان له علاقة باسم الترجمان الذي ظل مجهولاً طوال أحداث الرواية ولا يُعرف إلا في خاتمة الكتاب الأول منها.
الرواية من حيث الظاهر سيرة ذاتية للترجمان تتتبع وترصد حياته وظروف نشأته وانتقاله في الزمان والمكان, لكنها في الجوهر سيرة اجتماعية أو سيرة موضوعية متخيلة تعرض مشاهد متعددة لنمط الحياة بين الملل والنحل المختلفة في لحظة تاريخية فاصلة بين عالمين, تخللها جو من التعايش ثم بدايات زعزعة وتعكير هذا الجو وأسبابه, لتحيل القارئ, على نحو ضمني, إلى إجراء مقارنة لحالة الكراهية والعنف المتحققة لاحقاً أو كما هي متحققة اليوم.
الرواية من حيث الهدف تقدم رؤية متعددة للعالم, يتبدى هذا التعدد من خلال جدل الشخصيات واستقلالها, حيث تمتعت الشخصيات باستقلالها عن هيمنة الكاتب فقد تركها تعبر عن أفكارها الشخصية وتعرضها بحرية بما يتسق مع المضامين التي تريد الرواية تبليغها ومنها المقارنة بين زمنين, ماضٍ جميل وحاضر وبيل.
الرواية في حديثها عن الدين تؤكد على صوره الإيجابية المشرقة, في حين تترك الصور السلبية لذهن المتلقي. كما تعرض الرواية, في سرد تاريخي, لحركة الترجمة إبان الدولة العثمانية ومكانة المترجمين وما لاقوه من نعم ونقم. وتؤكد على وظيفة الترجمة في كل العصور وهي بناء جسور هدمتها الحروب والإحن. الرواية بهذا تقترح, بشكل مباشر وغير مباشر, أن تكون الترجمة حلقة الوصل والتفاهم ليس بين الشرق والغرب فقط, بل وبين العرب والقوميات الأخرى, كما هي بين المسلمين والمسلمين أنفسهم.