تحميل كتاب من العقيدة إلى الثورة - ج1: المقدمات النظرية pdf "من العقيدة إلى الثورة" مؤلف في سلسلة التراث والجديد الذي أصدره المفكر حسن حنفي في بيان الموقف من التراث القديم، ويقول المؤلف في مقدمة الكتاب بأنه في مؤلفه هذا هو فقيه من فقهاء المسلمين يجد ولهم يجدد لهم دينهم، ويرعى مصالحهم، وغايته هو صلاح الأمة: تحرير أراضيها، وإعادة توزيع ثرواتها بالعدل والمساواة، وإطلاق حرياتها في القول والعمل والاعتقاد، وتوحيد شتاتها، والقضاء على تخلفها، وإعادتها إلى هويتها من غربتها، وما المؤلف "من العقيدة إلى الثورة" إلا محاولة لطيفة لإعادة بناء علم أصول الدين القديم، فالعقيدة هي التراث والثورة هي التجديد، العقيدة هي إيمان الناس وروحهم والثورة مطلب عصرهم، وإذا كان القدماء قد جمعوا ما في الكتب السابقة المتفقة مكان التأليف هو التجمع فإن الدكتور حفناوي في مؤلفه هذا يجتهد رأيه فن واقع المسؤولية، مسؤولية الأصوليين الواضحين للعلم والمطورين له، لذلك ارتبط من العقيدة إلى الثورة، بالعقائد الإصلاحية لأنها وحدها التي تركز على دور العقائد في تغيير حياة الناس، تصوراتهم وأساليب حياتهم من أجل تغيير الأنظمة الاجتماعية والسياسية وإعادة نظام التوحيد.
وقد بدأ معلم أصول الدين كأول جزء من "التراث والتجديد" لأنه هو العلم الذي يمد الجماهير بتصوراتها للعالم وببراعتها على السلوك، فهو البديل لأيديولوجيتها السياسية الخاصة بعد فشل جميع الأيديولوجيات العلمانية للحديث بعقائد الإيمان هي التي حافظت على مر الزمن على هوية الجماهير وعلى الشخصية الوطنية للبلاد إبان نضالها ضد الاستعمار، والعقيدة إلى جانب ذلك هي حركة الوصل بين جناحي الأمة (الحركة السلفية والحركة العلمانية الاتجاهان الرئيسان في جسد الأمة) والتي من خلالها يستطيع التراث السلفي أن يواجه قضايا العصر الرئيسية لما يستطيع العلماني التقدمي أن يحقق أهدافه ابتداء من تراث الأمة وروحها.
من هنا كانت انطلاقة المفكر وحسن حنفي على دروب التراث والتجديد، لإيمانه بأنه من خلال التراث والتجديد يمكن حل أزمات العصر، وفك رموزه في التراث، لإعادة بناء التراث لإعطاء العصر دفعة جديدة نحو التقدم، فالتراث هو المخزون النفسي لدى الجماهير، وهو الأساسي النظري لأبنية الواقع، ويمكن تفصيل المواضيع الخمسة التي كانت محور البحث والدراسة ضمن أجزاء هذا المؤلف "من العقيدة إلى الثورة" كالتالي: المقدمات النظرية، الإنسان الكامل، الإنسان المتعيّن، التاريخ العام (النبوة والمعاد) التاريخ المتعيّن (الإيمان والعمل).