تحميل رواية تعويذة pdf كان بولانيو يود لو لم يحترف الكتابة أن يعمل "محقق جرائم قتل، لأكون الشخص الذي يعود وحيدًا إلى مسرح الجريمة ليلًا، غير خائف من الأشباح" .
و في الرواية الحالية، يعود إلى مراتع صباه مخاطرًا بإيقاظ كل الأشباح، ليحكي، بسلاسة ولطف، حكاية جريمة ورعب، تتأمل في مصائر أجيال القارة اللاتينية. يعود دون حنين زائف، ليكتب ترنيمة لأماكن وشخوص وقراءات و أجواء نضج فيها وشكّلت وعيه، ترنيمة لما يمكن أن يكون وطنًا، فالوطن، بالنسبة لجوّاب الآفاق هذا، بعد أسرته الصغيرة، هو بعض الكتب والشخصيات والأماكن و الشوارع. والعجيب أن تصبح ترنيمة الوطن مرثيةً للمنفى والغربة، لاقتلاع الجذور الأدبي والجسدي لجيلٍ بأسره.
في عمل جميل ومؤثر، نستشف وطأة الواقع من خلال راوية نسائية على حافة الجنون، لكنها إنسانية ومسلية، تدفعنا للتواطؤ والتأمل بينما تعشش في ذهننا لتعاود التنفس، والحياة، والنمو. إن طريقته في بناء نصوصٍ خادعة البساطة، محيرة، ولامعة، وشديدة القرب في آن، هي طريقته لمقاومة الشر، والابتذال.