تحميل رواية عصر واوا pdf "بعد ساعتين عاد شريف كأنه مسحوب من تحت أنقاض عمارة.. الفرق الوحيد هو أنه يحمل خبزاً.. السويتر الجديد الذي يلبسه لأول مرة ممزق بفعل مطواة... ربنا سلم ولم تنفذ في اللحم، ياقة القميص مخلوعة ومتدلية على صدره.. البنطلون عليه بقع كبيرة والشعر أشعث وعينه اليسرى زرقاء وعلى شفته السفلى نقطتان من دم.. الخبز على كفه الأيمن بينما ذراعه الأيسر مشرع في الهواء لأن به ما يعوق نزوله إلى جانبه كباقي البشر.. كل ملامحه تنطق بالألم العميق.
- ماذا جرى؟
بشفة معوجة قال شريف: لا تفزعوا هكذا…
لم يستطع عم فريد أن يسيطر تماماً على نفسه وأفلتت منه ضحكة.
قال شريف:
- قدّر ولطف.. أنا أحسن من غيري.
حينئذ لم يحاول عم فريد أن يمسك نفسه.. دوت ضحكته البقرية في البيت كله وأم منتصر تلكزه بلا فائدة.. ولما انتهت بقيت لها ذيول متجددة.
قال: كل سنة وأنت طيب.. الناس لا بد تعرف أن اليوم عيد زواجكما.
قال شريف:
- الناس لها عذرها.
قال عم فريد وهو يحاول أن يكون لأول مرة جاداً.
- طبعاً الظروف صعبة.
قال شريف بحماس:
- الأوضاع السيئة لا تدوم أبداً.
فعاجله فريد: ولا الحسنة.