تحميل رواية الفردوس pdf إنها رواية مجموعات ضاغطة لا رواية فرد بطل. إنها رواية من هذا العصر, ولهذا العصر, الذي يمنح الفرد (كامل) حريته, من جهة, ويسلبها منه بما أفرز من ضغوط المجموعات, من جهة أخرى. فشركة واحدة يمكن أن تستلب كامل هذه الحرية الموهومة: إنه عصر التجمعات الضخمة, أو التي تتضخم, وكلما فعلت ذلك ادعت أنها تمنح الفرد (كامل) حريته والبيض والسود مجموعتان ضاغطتان, من جملة المجموعات الكبرى في العالم. ولكن ماذا لو عالج السود حياتهم؟ إنهم يذكروننا بتلك الأقطار التي عانت من استغلال المستعمرين وقمعهم واضطهادهم, فلما استقلت لم تتحسن أحوالها ولا انتظمت لها شروط الرقي, وكالعادة: يقوم الآباء بالتأسيس والكدح لنيل الاستقلال, أما الأبناء فهم كالابن الضال الذي يتمتع بثروة أبيه ولكنه هنا لا يتوب ولا يؤوب. لم يستطع السود, في المناطق التي خلت من البيض, أن يبنوا فردوساً. الفردوس ليس أسود, ولا أبيض.. إنه علاقة نقية تقيمها المجموعات البشرية.. وهذا ما حاولت الرواية أن تقنعنا به.. ونحن به مقتنعون.. فعندما ننتصر على علاقة مغلوطة نقيم مكانها علاقة مغلوطة أخرى, فنداوي الغلط بالغلط.. وهذه هي الحماقة البشرية المتأصلة التي تطوف الكاتبة أرجاءها.. والتي تجعل الفردوس حلماً.
عرض المزيد