تحميل رواية عملاق ماروسي pdf حين تتضافر مجموعة عوامل تاريخية في تأثيرها على مجتمع ما، تتبلور عنها رؤية تتخذ طابع العمومية وتظهر في الأعمال الفنية والأدبية. وبمعنى آخر إن فكرة نهاية العالم وخرابه على نحو مأساوي ظلت تتكرر على لسان الكثير من الأدباء والمفكرين، ومنهم الروائي المتمرد "هنري ميللر" في كتابه (عملاق ماروسي)، الذي يرى أن حضارة أمريكا هي تجسيد للخواء الروحي برغم كل ما يبدو عليها من بذخ وخيلاء بسبب تمددها العسكري والإقتصادي، ويسخر من الصورة التي يحملها الناس عن بلده – أمريكا – ويتهمهم بالسذاجة والجهل.
يمكن اعتبار كتاب (عملاق ماروسي) بمثابة تجربة شخصية للكاتب يسرد فيها رحلته في بلدان غربية متعددة، ومنها اليونان، وفيها يسلط الضوء على كل مفاصل الحياة الأدبية والفنية لأدباء الثلاثينيات وهي الفترة التي كُتب فيها هذا العمل يقول " .. التأثير الأعظم الوحيد الذي تركته اليونان عليّ هو أنها عالم بحجم الإنسان. صحيح أن فرنسا تركت بي التأثير نفسه، ولكن ثمة فرقاً، فرقاً عميقاً. اليونان هي وطن الآلهة، قد يكونون موتى لكن وجودهم لا يزال يثبت نفسه. للآلهة أبعاد إنسانية. فهم مخلوقات من روح إنسانية. في فرنسا، كما في أي مكان من العالم الغربي، هذه الصلة بين الإنساني والقدس مقطوعة. والشكوكية والشلل اللذان بسببها هذا الإنفصال في طبيعة الإنسان ذاتها تعطي التفسير للإنهيار المحتوم لحضارتنا الحالية ..."