تحميل كتاب الجمهرة pdf يضع محمد مهدي الجواهري هذه المختارات من الشعر العربي وهو في بدايات العقد التاسع من عمره، وقد أحسن الاختيار مع تذوقه للأدب قرابة سبعين عاماً، فقد عمد إلى ما اختاره السالفون والمعاصرون، وكلهم من شيوخ الشعر والأدب، والذوق، وهم بدورهم لم يقصروا في حسن الاختيار، فكيف إذاّ كان ما عند الجواهري هو خيرة المختارات هذه، وقبل ذلك ما عمد إليه المعنيون من أصحاب المؤلفات والموسوعات الأدبية من لقطات معينة لكل الشعراء في كل العصور، فقد التقطت منها الصفوة مما صنعوه. بالإضافة إلى ذلك عمد الجواهري في مختاراته هذه إلى إعطاء صورة أوضح ما تككون لكل شاعر من شعراء هذه “الجمهرة”، وعبر كل العصور، ملزماً نفسه في اختيار كل واحد من هؤلاء وممن تيسر له شعره فيما بين يديه من مصادر ومراجع، ما يشبه أن يكون ملفاً خلاف ما درج عليه أصحاب المختارات من القدماء والمحدثين، ويحدوه إلى ذلك أن هذه “الملفات” التي اختارها فضلاً عن أن من شأنها أن تزيد من صورة الشاعر وضوحاً أكثر مما يدل البيت والأبيات القليلة على هذه الصورة، هي من كونها المختارات التي يطلبها القارئ لنفسه جمالاً، وقوة، ورونقاً. من ناحية ثانية فقد عمد الجواهري في هذه المختارات إلى تنحيته جانباً ما يدل على ضعفه على دخالته أولاً، وما اتفق عليه النقدة والرواة من أمره ثانياً، مبقياً على ما أعجبه منه بعذوبته وانسجامه ومقاربته نهج القصيدة وأسلوبها بل ونفسها أيضاً، مسوغاً ذلك بأنه أثبت شعراً جميلاً زاحم به (النابغة) أو (طرفة) أو (ذا الرمة) أو (الشماخ) من هو مثلهم أو مقارب لهم، فهو شعر جميل سائغ أياً كان أمر قائله.
عرض المزيد