تحميل رواية زنوج و بدو وفلاحون pdf الخيام المستطيلة المتجاورة تمتد من الشمال إلى الجنوب بخط شبه مستقيم، خيام سوداء مصنوعة من شعر الماعز يسكنها أفراد القبيلة، وأخرى صغيرة الحجم للزنوج والفلاحين وصنّاع الأدوات المنزلية والأسلحة، وهذه مصنوعة من الخيش أو شعر الجِمال. أمام خيام رجال القبيلة تقف خيول عربية أصيلة دقيقة الأطراف، ضامرة البطن، متوترة، قلقة. في الصباح تعلو ضجة المحْرَم وحركة الدخول والخروج تتزايد. تضع النساء ثلاثة أحجار كبيرة وتوقد بينها النار ويعددن عليها الطعام. العيون دامعة من الدخان، والرؤية عسيرة والأصوات النسائية تعلو كأنها تستغيث والأطفال يسرعون بين أأقدامهن فتتعثر فيهم النساء ويضربنهم إن كانوا في متناول اليد. ومع الضحى يقبل الورادون يسوقون حميراً محمّلة بقرب الماء: زنوج وفتيان وصبايا في المؤخرة يستمتعون بآخر لحظة من اللقاء والغزل. ومن رحلة ورود الماء تنشأ الزيجات المقبلة. وعند وصول الواردين تعلو ضجة أمام الخيام، وتكتسب الوجوه تعبيراً فيه جدية وتعاسة. يسود التوتر وتدع النساء ما كنّ يزاولنه من أعمال.
عرض المزيد