رواية سحر التركواز - مي خالد

“جميع شخصيات الرواية يتحركون داخل طبقة حافظة للتقاليد ، وموزعة فى نفس الوقت بين تناقضاتها الداخلية ، فالرجال لهم وظائف مرموقة تدعم سلطاتهم كرجال ، وهم لا يبخلون علي نسائهم بالهدايا والعطايا ، وهكذا ، هن مشغولات طوال الوقت بألوان الساتر وشراشف الأسرة وقنينات العطور ، وموديلات الفساتين ، أنه عالم مخملى ناعم فى ظاهره ، لكنه يموج فى داخله بتمردات صغيرة ، والجدة ( حامية التقاليد ) تفكر بمنطق رجال الأسرة ، إنه منطق الستر ، وكأن كل جهدهم هو سد الثغرات التى تسمح للنساء بالتمرد ، وتدريجياً تتحول النساء إلى دمى ، وجواري ، أسري للعرفان بالجميل ، فيتعلمن ـ بإرادتهن ـ كبت الرغبات الخاصة ، ووأد الأحلام الطموحة ، ولا يعصمهن إنهن نلن قدراً من التعليم ، لكن ذلك لزوم الوجاهة الاجتماعية ، حيث يصبح التعليم ـ نفسه ـ جزءاً من منظومة التدجين ، بما يكشف عن مستويات عميقة من الوعى بالقضية لدى الكاتبة ، وحيث يصبح العقل أحد تمثيلات اللوجوس الذكورى ، أما الصورة التى تتحرك فى المخيلة مقابل ذلك ، فهى صورة مهرة طليقة ، تعيد الى الأذهان فكرة الانسان البري ، حيث طفولة الانسانية ، وحيث كانت النساء جزءاً من الطبيعة الحية ، سيدات للكون ، مالكات لذواتهن ، لم يخضعن بعد لممارسات التسييس الجنسى . إن التصالح مع الذات يتم عبر متخيلات ، وتجسيدات فنية تغرق فى الألوان والصور والمقتنيات الصغيرة التى تفصح عن النوازع النسوية الدفينة .

« سحر التركواز رواية تتصالح فيها امرأتان مع الذات والعالم بالألوان والرسم والفن، رواية تتداخل فيها الأصوات السردية لتتكامل ولينير كل منهما الآخر عبر استعادة ومراجعة تاريخ أمومي لا يقل قسوة أحياناً عن التاريخ الذكوري، ليلى ونيرفانا امرأتان تحاولان كسر القوالب السلطوية المصمتة باستخدام منظومة ألوان مختلفة.. عبر الفن وسحر التركواز. كان فك شفرة الألوان هي وسيلة الخروج إلى النهار (الاسم الحقيقي لكتاب الموتى)، لفتح طاقة النور، ولاكتشاف كل الألوان الداخلية التي يمكن للنفس أن تسبح فيها لتنعم بالرحابة“.