تحميل كتاب تائه في القناة PDF - مؤلف أجنبي

الرئيسية / مؤلف أجنبي / تائه في القناة
كتاب تائه في القناة لـ مؤلف أجنبي

كتاب تائه في القناة

الكاتب مؤلف أجنبي

كتاب تائه في القناة لـ مؤلف أجنبي
القسم : التعليم وتربية الأطفال
لغة الملف : العربية
عدد الصفحات : غير معروف
سنة النشر : غير معروف
حجم الكتاب : 6.4 ميجا بايت
نوع الملف : PDF

قيِّم هذا الكتاب

تحميل كتاب تائه في القناة pdf 2005م - 1443هـ دخلت الخالة أم مصطفى مُندفعة من باب دارها المصنوع من الخشب السميك، ثم أغلقته خلفها بعنف، والباب لثقله يئز ويقاوم. مع أن الصباح ليس هو موعد إغلاق أبواب البيوت في قرية شارونة. هل يمكن الإنسان أن يصبح في حجم عقلة الإصبع؟..نعم،هل يمكن أن يقف على أوراق الزهر ويختفي داخل الحشائش؟..نعم هل يمكن للبجعة تلك الطائر الجميل أن تصبح كائنا متوحشا؟..نعم، هل يمكن أن ينساب الذهب في النهر بدلا من الماء؟ نعم..نعم مكن كل ذلك وأكثر منه أن يحجث ولكن في "المكتبة الخضراء تحتوي هذه القصة على مضامين ذات قيم أخلاقية عالية و أهداف نبيلة و غايات حميدة ترقى بحس البراعم الصغار و تسمو بأفكارهم و مبادئهم إلى مراتب عليا ************* قبلَ شُروقِ شَمْسِ صَباحِ أحد أيام شهر مايو 1861 , بدأ أوَّلُ يوم عملِ للصبى مسعود (12 سنة ) فى حفرِ القناة بصحراء السويس ، عند «مرتفعات عتبة الجسر» ، وهى المنطقة التى عُرفت فيما بعد باسم «الإسماعيلية» . خلعَ مع بقيَّةِ الفلاَّحينَ جلبابَهُ الأزرقَ ، وألقَى به على الأرضِ بجوارِ قُلَّةِ الماءِ التى يشتركُ فى الشُّرْبِ منها مع عددٍ من زُمَلائِهِ . وسلَّمَتِ شركةُ حفر القناة إلى شيخ البلد مخلوف « كُرْباجًا « من الجِلْدِ المَجْدولِ ، وقالوا له : « لا تَتردَّدْ فى استخدامِهِ لِمَنْ يتباطَأ أو يتهاوَنُ فى العملِ !» وبدأ مسعود العملَ .. يهبطُ بالقُفَّةِ فارغةً إلى قاعِ القناةِ حَيْثُ يملؤُها بالصخورِ والأحجارِ التى حطَّمَها فريق رجالِ قرية شارونة ، ثم يحملُها فَوْقَ كَتِفِهِ ويصعدُ إلى جِسْرِ القناةِ لِيُفْرِغَها ، ثم يهبطُ مرَّةً أخرى لِيُعاوِدَ نفسَ العملِ . كانَ ينزلُ مع طابورِ النَّازلينَ ويصعدُ مع طابورِ الصَّاعدينَ ، بإيقاعٍ واحدٍ سريعٍ مُتكرِّرٍ لا يسمحُ لأحدٍ بلحظةٍ من راحةٍ أو تَباطُؤٍ . لكنَّ « مسعود « كانَ أصغرَ أفرادِ الفَوْجِ سِنًّا وأقلَّهم وَزْنًا وقُوَّةً ، لذلك كانَ أوَّلَ من تَسلَّلَ إليه الإجْهادُ .. لقد كانَ يكفِى بالنسبةِ إليه أن يحملَ قِرْبَةَ ماءٍ يملأ منها قلل بقية العمال. قاوَمَ مسعود بكلِّ عزيمتِهِ حاجتَهُ إلى الجلوسِ فَوْقَ كومةِ أحجارٍ ليستريحَ لحظاتٍ قبلَ أن يملأ « قُفَّتَهُ « ، لكنْ عندما أحسَّ بأنه أوْشَكَ على السقوطِ فوقَ الأرضِ من الإرهاقِ ، اضطُرَّ أن يجلسَ بجوارِ قُفَّتِهِ وهو يلهثُ , وقد ملأَ العرقُ وَجْهَهُ وانحدرَ على عينَيْهِ فأحرقَهما ، فتوَقَّفَ رجلٌ أو اثنانِ عن العملِ يَتطلَّعانِ إليه فى استطلاعٍ وإشفاقٍ . وكأنَّ «مخلوف» لم يكُنْ ينتظرُ إلا هذه اللحظةَ، فانْقَضَّ «كُرباجِهِ» على جَسَدِ مسعود , يضربُهُ فى كلِّ موضعٍ وهو يصيحُ به : « أنتَ تُحرِّضُ العُمَّالَ على العِصْيانِ .. قُمْ .. تَحرَّكْ .. احمِلْ قُفَّتَكَ .. أسْرِعْ .. » بينما مسعود يصيحُ فى ألمٍ وغضبٍ وهو يحاولُ بغَيْرِ جَدْوَى أن يَحْمِىَ وجهَهُ وكتفَيْهِ من لسعاتِ السَّوْطِ مُستخدِمًا ذراعَيْهِ وكفَّيْهِ . ومن سوءِ حظِّ مسعود أن « حمدى بك « القاسِىَ , نائبَ أفندينا الخديوِ ,كان يمرُّ فى تلك اللحظةِ بجوارِ مِنْطَقةِ عملِ رِجالِ شارونةَ ، فَتوقَّفَ فوقَ حصانِهِ ، وأرسلَ رجالَهُ القوَّاصَةَ لإحضارِ المُذنِبِ أمامَهُ ! واندفعَ مخلوف يقولُ فى حماسٍ شاكيًا الصَّبىَّ مسعود لحمدى بك ، كأنما لِيُثْبتَ إخلاصَهُ المُتناهِىَ لِشرَكةِ حفرِ القناةِ ولأفندينا : .

عرض المزيد
الزوار ( 166 )
شارك هذا الكتاب
الملكية الفكرية محفوظة للكاتب المذكور