تحميل كتاب نحن والتراث - قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي pdf هذه "قراءات معاصرة" في التراث الفلسفي الإسلامي، وهي قراءات، بالجمع، لا لأنها يختلف بعضها عن بعض، في المنهج والرؤية؛ بل فقط لكون كل واحدة منها أُنجزت بمعزل عن الأخرى. بمعنى أنه لم يكن هناك بالنسبة للباحث تصور مسبق ينتظمها جميعاً، تصور بجعل الواحدة منها "تخضع" لتأثير الباقي وهيمنة الكل، بل بالعكس، لقد أنجز الباحث كل واحدة منها على حدة، وبعيداً عن أية هيمنة خارجية، مفضلاً الانطلاق من الجزء بحثاً عن الكل، اقتناعاً منه بأن "الكل" الجاهز يضلل القارئ ويشوّه المقروء.
وعلى الرغم من تعدد هذه القراءات، إلا أنها تصنف منهجياً قراءة واحدة إذ هي تصدر عن رؤية واحدة، وهي تتجاوز البحث الوثائقي والدراسة التحليلية، وتقترح صراحة، وبوعي، تأويلاً يعطي المقروء "معنى" يجعله في آن واحد، ذا معنى بالنسبة إلى محيطه الفكري، الاجتماعي، السياسي. على أن هذه القراءات حظيت وعند صدور الكتاب في عام 1980 ما شجّع الباحث على إعادة طبعه، فقد حظي الكتاب باهتمام النقاد المشتغلين بالتراث الفلسفي الإسلامي فناقشوا بعض القضايا والأطروحات التي يتضمنها بروح علمية لا غبار عليها.
من هنا رأى المؤلف إدراج بعض الإضافات من مثل إضافة دراسة جديدة عن ظهور الفلسفة في المغرب والأندلس مع مشروع قراءة لرسالة "تدبير المتوحد" لابن باجة وذلك تتميماً لبعض جوانب الصورة التي يطمح هذا الكتاب إلى رسمها عن وضعية الفلسفة الإسلامية وتاريخها، بالإضافة إلى ردود الباحث حول التساؤلات والاعتراضات التي أثارها بعض النقاد والتي رأى بأنها تغني الموضوع وتعدّ من جانبهم مساهمة في تعميق وتطوير نظرة الباحث إلى الأمور. حيث تركزت معظم تلك التساؤلات والاعتراضات وبصورة رئيسية حول بعض قضايا المنهج والرؤية التي يقترحها الكتاب معزولة عن مقدماتها ونتائجها وأيضاً عن تطبيقاتها. فالتساؤل مثلاً حول مدى إمكانية الفصل بين الإيبستمولوجي والأيديولوجي في الفكر الفلسفي سؤال يعتبره الباحث مشروع تماماً، إلا أنه يرى بأن جانب التشكيك فيه سيصبح غير ذي موضوع عندما يتعلق الأمر بالفلسفة الإسلامية التي كانت ذات "وضعية" خاصة تختلف عن وضعية الفلسفة اليونانية والفلسفة الأوروبية الحديثة.